القصص ٢٢ - ١٨
قال له موسى أي للإسرائيلي إنك لغوي مبين أي ضال عن الرشد ظاهر الغي فقد قاتلت بالأمس رجلا فقتلته بسببك والرشد في التدبير ان لا يفعل فعلا يقضي إلى البلاء على نفسه وعلى من يريد نصرته فلما أن أراد موسى أن يبطش بالذي بالقبطي الذي هو عدو لهما لموسى والإسرائيلي لأنه ليس على دينهما أو لأن القبط كانوا اعداء بني اسرائيل قال الإسرائيلي لموسى عليه السلام وقد توهم أنه أراد أخذه لا أخذ القبطي إذ قال له إنك لغوي مبين ياموسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا يعني القبطي بالأمس إن تريد ما تريد إلا أن تكون جبارا أي قتالا بالغضب في الأرض أرض مصر وما تريد أن تكون من المصلحين في كظم الغيظ وكان قتل القبطي بالأمس قد شاع ولكن خفي قاتله فلما أفشى على موسى عليه السلام علم القبطي أن قاتله موسى فأخبر فرعون فهموا بقتله وجاء رجل من أقصى المدينة هو مؤمن آل فرعون وكان ابن عم فرعون يسعى صفة لرجل أو حال من رجل لأنه وصف بقوله من أقصى المدينة قال يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك أي يأمر بعضهم بعضا بقتلك أو يتشاورون بسببك والائتمارالتشارو يقال الرجلان يتآمران ويأتمران لأن كل واحد منهما يأمر صاحبه بشيء أو يشير عليه بأمر فاخرج من المدينة إني لك من الناصحين لك بيان وليس بصلة الناصحين لأن الصلة لا تتقدم على الموصول كأنه قال إني من الناصحين ثم أراد أن يبين فقال لك كما يقال سقيا لك ومرحبا لك فخرج موسى منها من المدينة خائفا يترقب التعرض له في الطريق أو أن يلحقه من يقتله قال رب نجني من القوم الظالمين أي قوم فرعون ولما توجه تلقاء مدين نحوها والتوجه الإقبال على الشيء ومدين قرية شعيب عليه السلام سميت بمدين بن ابراهيم ولم تكن في سلطان فرعون وبينها وبين مصر مسيرة ثمانية أيام قال ابن عباس رضي الله عنهما خرج ولم يكن له علم بالطريق إلا حسن الظن بربه قال عسى ربي أن يهديني سوآء السبيل أي وسطه ومعظم نهجه فجاء ملك فانطلق به إلى مدين


الصفحة التالية
Icon