القصص ٦٤ - ٦١
حسنا أي الجنة فلا شيء أحسن منها دائمة ولذا سميت الجنة بالحسنى فهو لا قيه أي رائية ومدركه ومصيبه كمن متعناه متاع الحيوة الدنيا ثم هو يوم القيامة من المحضرين من الذين أحضروا النار ونحوه فكذبوه فإنهم لمحضرون نزلت في رسول الله ص - وأبي جهل لعنه الله أو في علي وحمزة وأبي جهل أو في المؤمن والكافر ومعنى الفاء الأولى أنه لما ذكر التفاوت بين متاع الحياة الدنيا وما عند الله عقبه بقوله أفمن وعدناه أي أبعد هذا التفاوت الجلي يسوى بين أبناء الدنيا وأبناء الآخرة والفاء الثانية للتسبيب لأن الفاء الموعود مسبب عن الوعد وثم لتراخي حال الاحضار عن حال التمتع ثم هو على كما قيل عضد في عضد شبه المنفصل بالمتصل ويوم يناديهم ينادى الله الكفار نداء توبيخ وهو عطف على يوم القيامة أو منصوب باذكر فيقول أين شركائة بناء على زعمهم الذين كنتم تزعمون ومفعولا تزعمون محذوفان تقديره كنتم تزعمونهم شركائي ويجوز حذف المفعولين في باب ظننت ولا يجوز الاقتصار على أحدهما قال الذين حق عليهم القول أي الشياطين أو أئمة الكفر ومعنى حق عليهم القول وجب عليهم مقتضاه وثبت وهو قوله لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين ربنا هؤلاء مبتدأ الذين اغوينا أي دعوناهم إلى الشرك وسولنا لهم الغي صفة والراجع إلى الموصول محذوف والخبر أغويناهم والكاف في كما أغوينا صفة مصدر محذوف تقديره أغويناهم فغروا غيا مثل ما غوينا يعنون أنالم نغوا لا باختيارنا فهؤلاء كذلك غووا باختيارهم لأن أغواءنا لهم لم يكن إلا وسوسة وتسويلا فلا فرق إذا بين غينا وغيهم وإن كان تسويلنا داعيا لهم إلى الكفر فقد كان في مقابلته دعاء الله لهم إلى الإيمان بما وضع فيهم من أدلة العقل وما بعث إليهم من الرسل وأنزل عليهم من الكتب وهو كقوله وقال الشيطان لما قضي الأمر أن الله وعدكم وعد الحق إلى قوله ولوموا أنفسكم تبرأنا إليك منهم ومما اختاروه من الكفر ما كانوا إيانا يعبدون بل يعبدون أهواءهم ويطيعون شهواتهم وإخلاء الجملتين من العاطف لكونهما مقررتين لمعنى الجملة الأولى وقيل للمشركين ادعوا شركاءكم أي الأصنام لتخلصكم من العذاب فدعوهم فلم يستجيبوا لهم فلم يجيبوهم ورأوا العذاب لو أنهم كانوا يهتدون وجواب لو محذوف أي لما


الصفحة التالية
Icon