القصص ٧٨ - ٧٦
عمران بن قاهث وكان يسمى المنور لحسن صورته وكان أقرأ بني اسرائيل للتوراة ولكنه نافق كما نافق السامري فبغى عليهم من البغي وهو الظلم قيل ملكه فرعون على بني اسرائيل فظلمهم أو من البغي الكبر تكبر عليهم بكثرة ماله وولده أو زاد عليهم في الثياب شبرا وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه ما بمعنى الذي في موضع نصب بآيتنا وأن واسمها وخبرها صله الذي ولهذا كسرت إن والمفاتح جمع مفتح بالكسر وهو ما يفتح به أو مفتح بالفتح وهو الخزانة والأصوب أنها المقاليد لتنوء بالعصبة لتثقل العصبة فالباء للتعدية يقال ناء به الحمل إذا أثقله حتى أماله والعصبة الجماعة الكثيرة وكانت تحمل مفاتيح خزائنه ستون بغلا لكل خزانة مفتاح ولا يزيد المفتاح على اصبع وكانت من جلود أولي القوة الشدة إذ قال له قومه أي المؤمنون وقيل القائل موسى عليه السلام ومحل إذ نصب بتنوء لا تفرح لا تبطر بكثرة المال كقوله ولا تفرحوا بما آتاكم ولا يفرح بالدنيا إلا من رضي بها واطمأن وأما من قلبه إلى الآخرة ويعلم أنه يتركها عن قريب فلا يفرح بها إن الله لا يحب الفرحين البطرين بالمال وابتغ فيما آتاك الله من الغنى والثروة الدار الآخرة بأن تتصدق على الفقراء وتصل الرحم ونصرف إلى أبواب الخير ولا تنس نصيبك من الدنيا وهو أن تأخذ ما يكفيك ويصلحك وقيل معناه وأطاب بدنياك آخرتك فإن ذلك حظ المؤمن منها وأحسن إلى عباد الله كما أحسن الله إليك أو أحسن بشكرك وطاعتك لخالق الأنام كما أحسن إليك بالإنعام ولأتبع الفساد في الأرض بالظلم والبغي إن الله لا يحب المفسدين قال إنما أوتيته أي المال على علم عندي أي على استحقاق لما في من العلم الذي فضلت به الناس وهو علم التوراة أو علم الكيمياء وكان يأخذ الرصاص والنحاس فيجعلهما ذهبا أو العلم بوجوه المكاسب من التجارة والزراعة وعندي صفة لعلم قال سهل ما نظر أحد إلى نفسه فأفلح والسعيد من صرف بصره عن أفعاله وأقواله وفتح له سبيل رؤية منة الله تعالى عليه في جميع الأفعال والأقوال والشقي من زين في عينه أفعاله وأقواله وأحواله ولا فتح له سبيل رؤية منة الله فافتخر بها وادعاها لنفسه فشؤمه يهلكه يوما كما خسف بقارون لما ادعى لنفسه فضلا او لم يعلم قارون إن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة هو إثبات لعلمه بأن الله قد أهلك من القرون قبله من هو أقوى منه وأغنى لأنه قد قرأه في التوراة كأنه قيل أو لم يعلم في جملة


الصفحة التالية
Icon