العنكبوت ٤٣ - ٣٩
ولكنهم لم يفعلوا وقارون وفرعون وهامان أي وأهلكناهم ولقد جاءهم موسى بالبينات فاستكبروا في الأرض وما كانوا سابقين فائتين أدركهم أمر الله فلم يفوتوه فكلا أخذنا بذنبه فيه رد على من يجوز العقوبة بغير ذنب فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا هي ريح عاصف فيها حصباء وهي لقوم لوط ومنهم من أخذته الصيحة هي لمدين وثمود ومنهم من خسفنا به الأرض يعني قارون ومنهم من أغرقنا يعني قوم نوح وفرعون وما كان الله ليظلمهم ليعاقبهم بغير ذنب ولكن كانوا أنفسهم يظلمون بالكفر والطغيان مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء أي آلهة يعني مثل من أشرك بالله الأوثان في الضعف وسوء الإختيار كمثل العنكبوت اتخذت بيتا أي كمثل العنكبوت فيما تتخذه لنفسها من بيت فإن ذلك بيت لا يدفع عنها الحر والبرد ولا يقي ما تقي البيوت فكذلك الأوثان لا تنفعهم في الدنيا والآخرة جعل حاتم اتخذت حالا وأن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لابيت أوهن من بيتها عن علي رضي الله عنه طهروا بيوتكم من نسج العنكبوت فإن تركه يورث الفقر لوكانوا يعلمون إن هذا مثلهم وإن أمر دينهم بالغ هذه الغاية من الوهن وقيل معنى الآية مثل المشرك الذي يعبد الوثن بالقياس إلى المؤمن الذي يعبد الله مثل عنكبوت تتخذ بيتا بالإضافة إلى رجل يبني بيتا بآجر وجص أو ينحته من صخر وكما أن أوهن البيوت إذا استقريتها بيتا بيتا بيت العنكبوت كذلك أضعف الأديان إذا استقريتها دينا دينا عبادة الأوثان لو كانوا يعلمون وقال الزجاج في جماعة تقدير الآية مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء لو كانوا يعلمون كمثل العنكبوت إن الله يعلم ما يدعون بالياء بصرى وعاصم وبالتاء غيرهما غير الأعشى والبرجمي وما بمعنى الذي وهو مفعول يعلم ومفعول يدعون مضمر في يدعونه يعني يعبدونه من دونه من شيء من في شيء للتبيين وهو العزيز الغالب الذي لا شريك له الحكيم في ترك المعاجلة بالعقوبة وفيه تجهيل لهم حيث عبدوا جمادا لا علم له ولا قدرة وتركوا عبادة القادر القاهر على كل شيء الحكيم الذي لا يفعل كل شيء إلا بحكمة وتدبير وتلك الأمثال الأمثال


الصفحة التالية
Icon