العنكبوت ٦٧ - ٦٤
لا يعقلون ما تريد بقولك الحمد لله وما هذه الحيوة الدنيا إلا لهو ولعب أى وما هى لسرعة زوالها عن أهلها وموتهم عنها إلا كما يلعب الصبيان ساعة ثم يتفرقون وفيه ازدراء بالدنيا وتصغير لأمرها وكيف لا تضرها وهى لا تزن عنده جناح بعوضة واللهو ما يتلذذ به الإنسان فيلهيه ساعة ثم ينقضى وإن الدار الآخرة لهى الحيوان أى الحياة ليس فيها إلا حياة مستمرة دائمة لا موت فيها فكانها فى ذاتها حياة والحيوان مصدر حى وقياسه حييان فقلبت الياء الثانية واوا ولم يقل لهى الحياة لما فى بناء فعلان من معنى الحركة والاضطراب والحياة حركة والموت سكون فمجيئه على بناء دال على معنى الحركة مبالغة معنى الحياة ويوقف على الحيوان لأن التقدير لو كانوا يعلمون حقيقة الدارين لما اختاروا اللهو الفانى على الحيوان الباقى ولو وصل لصار وصف الحيوان معلقا بشرط علمهم ذلك وليس كذلك فإذا ركبوا فى الفلك هو متصل بمحذوف دل عليه ما وصفهم به وشرح من أمرهم معناه هم على ما وصفوا به من الشرك والعناد فإذا ركبوا فى الفلك دعوا الله مخلصين له الدين كائنين فى صورة من يخلص الدين لله من المؤمنين حيث لا يذكرون إلا الله ولا يدعون معه إلها آخر فلما نجاهم إلى البر وآمنوا إذا هم يشركون عادوا إلى حال الشرك ليكفروا بما آتيناهم من النعمة قيل هى لام كى وكذا فى وليتمتعوا فيمن قرأها بالكسر أى لكى يكفروا وكى يتمتعوا والمعنى يعودون إلى شركهم ليكونوا بالعود إلى شركهم كافرين بنعمة النجاه قاصدين التمتع بهم والتلذذ لا غير على خلاف عادة المؤمنين المخلصين على الحقيقة فإنهم يشكرون نعمة الله إذا أنجاهم ويجعلون نعمة النجاة ذريعة إلى ازدياد الطاعة لا إلى التلذذ والتمتع وعلى هذا لا وقف على يشركون ومن جعله لام الأمر متثبتا بقراءة ابن كثير وحمزة وعلى ولتمتعوا بسكون اللام على وجه التهديد كقوله فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر وتحقيقه فى أصول الفقه يقف عليه فسوف يعلمون سوء تدبيرهم عند تدميرهم أولم يروا أى أهل مكة أنا جعلنا بلدهم حرما ممنوعا مصونا آمنا يأمن داخله ويتخطف الناس من حولهم يستلبون قتلا وسببا أفبا لباطل يؤمنون أى بالشيطان والأصنام وبنعمة الله يكفرون أى بمحمد


الصفحة التالية
Icon