الروم ٣٨ - ٣١
تكونوا معطوف على هذا المضمر او من قوله فاقم وجهك لان الامر له عليه السلام امر لامته فكانه قال فاقيموا وجوهكم منيبين إليه أو التقدير كونوا منيبين دليله قوله ولا تكونوا واتقووه أقيموا الصلوة أى أدوها فى أوقاتها ولا تكونوا من المشركين ممن يشرك به غيره فى العبادة من الذين بدل من المشركين باعادة الجار فرقوا دينهم جعلوه أديانا مختلفة لاختلاف أهوائهم فارقوا حمزة وعلى وهى قراءة على رضى الله عنه أى تركوا دين الإسلام وكانوا شيعا فرقا كل واحدة تشابع امامها الذى أضلها كل حزب منهم بمالديهم فرحون فرح بمذهبه مسرور يحسب باطله حقا وإذا مس الناس ضر شدة من هزال أو مرض أو قحط أو غير ذلك دعوا ربهم منيبين إليه ثم إذ وإذاقهم منه رحمة أى خلاصا من الشدة إذا فريق منهم بربهم يشركون فى العبادة ليكفروا هذه لأم كى وقيل لام الأمر الوعيد بما آتيناهم من النعم فتمتعوا بكفركم قليلا أمر وعيد فسوف تعلمون وبال تمنعكم أم أنزلنا عليهم سلطانا حجة فهو يتكلم وتكلما مجاز كما تقول كتابه ناطق بكذا وهذا مما نطق به القرآن ومعناه الشهادة كأنه قال فهو يشهد بشركهم وبصحته بما كانوا به يشركون ما مصدرية أى بكونهم بالله يشركون أو موصوله ويرجع الضمير إليها أى فهو يتكلم بالأمر الذى بسببه يشركون أو معنى الآية أم أنزلنا عليهم ذا سلطان أى ملكا معه برهان فذلك الملك يتكلم بالبرهان الذى بسببه يشركون وإذا أذقنا الناس رحمة أى نعمة من مطر أوسعة أوصحة فرحوا بها بطروا بسببها وإن تصبهم سيئة أى بلاء من جذب أو ضيق أو مرض بما قدمت أيديهم بسبب شؤم معاصيهم إذا هم يقنطون من الرحمة إذ المفاجأة جواب الشرط نابت عن الفاء لتآخيهما فى التعقيب أو لم يروا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدران فى ذلك لآيات لقوم يؤمنون أنكر عليهم بأنهم قد علموا بأنه القابض الباسط فما لهم يقنطون من رحمته ومالهم لا يرجعون إليه تائبين عن المعاصى التى عوقبوا بالشدة من أجلها حتى يعيد اليهم رحمته ولما ذكر أن السيئة أصابتهم بما قدمت أيديهم أتبعه ذكر ما يجب أن يفعل وما يجب أن يترك فقال فآت ذا القربى


الصفحة التالية
Icon