سبأ ٢٢ - ١٨
حتى تخفى عليهم وهى اربعة آلاف وسبعمائة قرية متصلة من سبا إلى الشام وقدرنا فيها السير أى جعلنا هذه القرى على مقدار معلوم يقيل المسافر فى قرية ويروح فى اخرى إلى أن يبلغ الشام سيروا فيها وقلنا لهم سيروا ولا قول ثمة ولكنهم لما مكنوا من السير وسويت لهم أسبابه فكأنهم أمروا بذلك ليالى واياما آمنين أى سيروا فيها إن شئتم بالليل وإن شئتم بالنهار فان الامن فيها لا يختلف باختلاف الأوقات أى سيروا فيها آمنين لا تخافون عدوا ولا جوعا ولا عطشا وإن تطاولت مدة سفركم وامتدت أياما وليالى فقولوا ربنا باعدين اسفارنا قالوا ياليتها كانت بعيدة فنسير على نجائبنا ونربح فى التجارات ونفاخر فى الدواب والأسباب بطر والنعمة وملوا العافية فطلبوا الكد والتعب بعد مكى وابو عمرو وظلموا بما قالوا أنفسهم فجعلناهم أحاديث يتحدث الناس بهم ويتعجبون من أحوالهم ومزقناهم كل ممزق وفرقناهم تفريقا اتخذه الناس مثلا مضروبا يقولون ذهبوا أيدى سبأ وتفرقوا أيادى سبا فلحق غسان بالشام وإنما بيثرب وجذام بتهامة والازد بعمان ان فى ذلك لآيات لكل صبار عن المعاصى شكور للنعم أو لكل مؤمن لأن الإيمان نصفان نصفه شكر ونصفه صبر ولقد صدق عليهم إبليس ظنه بالتشديد كوفى أى حقق عليهم ظنه أو وجده صادقا وبالتخفيف غيرهم أى صدق فى ظنه فاتبعوه الضمير فى عليهم واتبعوه لأهل سبا أو لبنى آدم وقلل المؤمنين بقوله إلا فريقا من المؤمنين لفلتهم بالاضافة إلى الكفار ولا نجد أكثرهم شاكرين وما كان له عليهم لإبليس على الذين صار ظنه فيهم صدقا من سلطان من تسليط واستيلاء بالوسوسة إلا لنعلم موجودا ما علمناه معدوما والتغير على المعلوم لا على العلم من يؤمن بالآخرة ممن هو منها فى شك وربك على كل شىء حفيظ محافظ عليه وفعيل ومفاعل متآخيان قل لمشركى قومك ادعوا الذين زعمتم من دون الله أى زعمتموهم آلهه من دون الله فالمفعول الأول الضمير الراجع إلى الموصول وحذف كما حذف فى قوله أهذا الذى بعث الله رسولا استخفافا لطول الموصول بصلته والمفعول الثانى آلهة وحذف لأنه موصوف صفته من دون الله والموصوف يجوز حذفه وإقامة الصفة مقامة إذا كان مفهوما فإذا مفعولا زعم محذوفان بسببين مختلفين والمعنى ادعوا


الصفحة التالية
Icon