سبأ ٤٦ - ٤٢
معطوف على لا يملك ذوقوا عذاب النار التى كنتم بها تكذبون فى الدنيا وإذا تتلى عليهم آياتنا أى إذا قرىء عليهم القرآن بينات واضحات قالوا أى المشركون ماهذا أى محمد الارجل يريد أن يصدكم عما كان يعبد آباؤكم وقالوا ماهذا أى القرآن الا انك مفترى وقال الذين كفروا أى وقالوا والعدول عنه دليل إنكار عظيم وغضب شديد للحق للقرآن أو لأمر النبوة كله لما جاءهم وعجزوا عن الإتيان بمثله ان هذا أى الحق إلا سحر مبين بتوه على أنه سحر ثم بتوه على أنه بين ظاهر كل عاقل تأمله سماه سحرا وما آتيناهم من كتب يدرسونها أى ما أعطينا مشركى مكة كتبا يدرسونها فيها برهان على صحة الشرك وما أرسلنا إليهم قبلك من نذير ولا أرسلنا إليهم نذيرا ينذرهم بالعقاب ان لم يشركوا ثم توعدهم على تكذيبهم بقوله وكذب الذين من قبلهم أى كذب الذين تقدموهم من الامم الماضية والقرون الخاليه الرسل كما كذبوا وما بلغوا معشار ما آتيناهم أى ومابلغ أهل مكة عشر ما أوتى الأولون من طول الأعمار وقوة الاجرام وكثرة الأموال والاواد فكذبوا رسلى فكيف كان نكير للمكذبين الاولين فليحذروا من مثله وبالياء فى الوصل والوقف يعقوب أى فحين كذبوا رسلهم جاءهم ٢إنكارى بالتدمير والاستئصال ولم يغن عنهم استظهارهم بما هم مستظهرون فما بال هؤلاء وإنما قال فكذبوا وهو مستغنى عنه بقوله وكذب الذين من قبلهم لأنه لما كان معنى قوله وكذب الذين من قبلهم وفعل الذين من قبلهم التكذيب وأقدموا عليه جعل تكذيب الرسل مسببا عنه وهو كقول القائل أقدم فلان علىالكفر فكفر بمحمد صلى الله عليه و سلم قل إنما أعظكم بواحدة بخصلة واحدة وقد فسرها بقوله أن تقوموا على أنه عطف بيان لها وقيل هو بدل وعلى هذين الوجهين هو فى محل الجر وقيل هو فى محل الرفع على تقدير وهى أن تقوموا والنصب على تقدير أعنى وأراد بقيامهم القيام عن مجلس رسول الله صلى الله عليه و سلم وتفرقهم عن مجتمعهم عنده


الصفحة التالية
Icon