سبأ ٣٥ - ٥٠
إبليس لأنه صاحب الباطل أو لأنه هالك كما قيل له الشيطان من شاط إذا هلك أى لا يخلق الشيطان ولا الصنم أحدا ولا يبعثه فالمنشىء والباعث هو الله ولما قالوا قد ضللت بترك دين آبائك قال الله تعالى قل إن ضللت عن الحق فإنما أضل على نفسى إن ضللت فمنى وعلى وإن اهتديت فبما يوحى إلى ربى أى فبتسديده بالوحى إلى وكان قياس التقابل أن يقال وإن اهتديت فإنما اهتدى لها كقوله فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ولكن هما متقابلان معنى لأن النفس كل ما عليها وضار لها فهو بها وبسببها لأنها الأمارة بالسوء ومالها مما ينفعها فبهداية ربها وتوفيقه وهذا حكم عام لكل مكلف وإنما أمر رسوله أن يسنده إلى نفسه لأن الرسول إذا دخل تحته مع جلاله محله وسداد طريقته كان غيره أولى به إنه سميع لما اقوله لكم قريب منى ومنكم يجازينى ويجازيكم ولو ترى جوابه محذوف أى لرأيت أمرا عظيما وحالا هائلة إذ فزعوا عند البعث أو عند الموت أو يوم بدر فلا فوت فلا مهرب أو فلا يفوتون الله ولا يسبقونه وأخذوا عطف على فزعوا وأخذوا فلا فوت لهم أو على لافوت على معنى إذا فزعوا فلم يفوتوا وأخذوا من مكان قريب من الموقف إلى النار إذا بعثوا أو من ظهر الأرض إلى بطنها إذا ماتوا أو من صحراء بدر إلى القليب وقالوا حين عاينوا العذاب آمنا به بمحمد عليه السلام لمرور ذكره فى قوله ما بصاحبكم من جنة أو بالله وانى لهم التناوش من مكان بعيد التناوش التناول أى كيف يتناولون التوبة وقد بعدت عنهم يريدان النوبه كانت تقبل منهم فى الدنيا وقد ذهبت الدنيا وبعدت من الآخرة وقيل هذا تمثيل لطلبهم ما لا يكون وهو أن ينفعهم إيمانهم فى ذلك الوقت كما نفع المؤمنين إيمانهم فى الدنيا مثلت حالهم بحال من يريد ان يتناول الشىء من غلوه كما يتناول الآخرة من قيس ذراع التناوش بالهمزة أبو عمرو وكوفى غير حفص همزت الواو لأن كل واو مضمومة ضمتها لازمة إن شئت أبدلتها همزة وإن شئت لم تبدل نحو قولك ادور وتقاوم وإن شئت قلت إدؤر وتقاؤم وعن ثعلب التناؤش بالهمزة التناول من بعد وبغير همزة التناول من قرب وقد كفروا به من قبل من قبل العذاب أو فى الدنيا ويقذفون بالغيب معطوف على قد كفروا على حكاية الحال الماضية يعنى وكانوا يتكلمون بالغيب أو بالشيء الغائب يقولون لابعث ولا حساب ولا جنة ولا نار من مكان بعيد عن الصدق أو عن الحق والصواب أو هو قولهم فى رسول


الصفحة التالية
Icon