مريم ٨٧ - ٨٠
وهو المال والولد ويأتينا فردا حال أي بلا مال ولا ولد كقوله ولقد جئتمونا فرادى فما يجدي عليه تمنيه وتأليه واتخذوا من دون الله آلهة أي اتخذ هؤلاء المشركون أصناما يعبدونها ليكونوا لهم عزا أي ليعتزوا بآلهتهم ويكونوا له شفعاء وانصارا ينقذونهم من العذاب كلا ردع لهم عما ظنوا سيكفرون بعبادتهم الضمير للآلهة أي سيجحدون عبادتهم وينكرونها ويقولون والله ما عبدتمونا وأنتم كاذبون أو للمشركين أي ينكرون أن يكونوا قد عبدوها كقوله والله ربنا ما كنا مشركين ويكونون أي المعبودون عليهم على المشركين ضدا خصما لأن الله تعالى ينطقهم فتقول يا رب عذب هؤلاء الذين عبدونا من دونك والضد يقع على الواحد والجمع وهو في مقابلة لهم عزا والمراد ضد العز وهو الذل والهوان أي يكونون عليهم ضدا لما قصدوه اي يكونون عليهم ذلا لالهم عزا وإن رجع الضمير في سيكفرون ويكونون إلى المشركين فالمعنى ويكونون عليهم أي أعداؤهم ضد أي كفرة بهم بعد أن كانوا يعبدونها ثم عجب نبيه عليه السلام بقوله ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين أي خليناهم وإياهم من ارسلت البعير أطلقته أو سلطناهم عليهم بالاغواء تؤزهم أزا تغريهم على المعاصي اغراء وااز والهز اخوان ومعناهما التهيج وشدة الازعاج فلا تعجل عليهم بالعذاب انما نعد لهم عدا أي أعمالهم للجزاء وأنفاسهم للفناء وقرأها ابن السماك عند المأمون فقال إذا كانت الأنفاس بالعدد ولم يكن لها مدد فما اسرع ما تنفد يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا ركبانا على نوق رحالها ذهب وعلى نجائب سروجها ياقوت ونسوق المجرمين الكافرين سوق الانعام لانهم كانوا أضل من الأنعام إلى جهنم وردا عطاشا لأن من يرد الماء لا يرده إلا لعطش وحقيقة الورود المسير إلى الماء فيسمى به الواردون فالورد جمع وارد كركب وراكب ونصب يوم بمضمر أي يوم نحشر ونسوق نفعل بالفريقين مالا يوصف أو اذكر يوم نحشر ذكر المتقون بانهم يجمعون إلى ربهم الذي غمرهم برحمته كما يفد الوفود على الملوك تبجيلا لهم والكافرون بانهم مساقون إلى النار كانهم نعم عطش مساق إلى الماء استخفافا بهم لا يملكون الشفاعة حال والواو إن جعل ضميرا فهو للعباد