طه ٧٢ - ٦٩
أو ذوي سحر أو هم لتوغلهم في السحر كأنهم السحر وكيد بالرفع على القراءتين وما موصولة أو مصدرية وإنما وجد ساحر ولم يجمع لان القصد في هذا الكلام إلى معنى الجنسية لا إلى معنى العدد فلوا جمع لخيل ان المقصود هو العدد ألا ترى إلى قوله ولا يفلح الساحر أي هذا الجنس حيث أتى أينما كان فالقى موسى عصاه فتلقفت ما صنعوا فلعظم ما رأوا من الآية وقعوا إلى السجود فذلك قوله فالقى السحرة سجدا قال الاخفش من سرعة ما سجدوا كانهم ألقوا فما أعجب أمرهم قد ألقوا حبالهم وعصبهم للكفر والجحود ثم ألقوا رؤسهم بعد ساعة للشكر والسجود فما أعظم الفر بين الالقاءين روى أنهم رأوا الجنة ومنازلهم فيها في السجود فرفعوا رؤسهم ثم قالوا آمنا برب هرون وموسى وإنما قدم هرون هنا وأخر في الشعراء محافظة للفاصلة ولأن الواو لا توجب ترتيبا قال آمنتم بغير مد حفص وبهمزة ممدودة بصري وشامي وحجازي وبهمزتين غيرهم له قبل أن آذن لكم أي لموسى يقال آمن له وآمن به انه لكبيركم الذي علمكم السحر لعظيمكم أو لمعلمكم تقول أهل مكة للمعلم أمرني كبيري فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف القطع من خلاف ان تقطع اليد اليمنى والرجل اليسرى لان كل واحد من العضوين يخالف الآخر بان هذا يد وذاك رجل وهذا يمين وذاك شمال من لابتداء الغاية لان المقطع مبتدأ وناشئ من مخالفة العضو ومحل الجار والمجرور والنصب على الحال يعني لأقطعنها مختلفات لانها إذا خالف بعضها بعضا فقد اتصفت بالاختلاف شبه تمكن المصلوب في الجذع بتمكن المظروف في الظرف فلهذا قال ولأصلبنكم في جذوع النخل وخص النخل لطول جذوعها ولتعلمن اينا أشد عذابا انا على ايمانكم بي أو رب موسى على ترك الايمان به وقيل يريد بنفسه لعنه الله وموسى صلوات الله وسلامه عليه بدليل قوله آمنتم له واللام مع الإيمان في كتاب الله لغير الله كقوله يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين وابقى ادوم قالوا لن نؤثرك لن نختارك على ما جاءنا من البينات القاطعة الدالة على صدق موسى والذي فطرنا عطف على ما جاءنا أي لن نختارك على الذي جاءنا ولا على الذي خلقنا او قسم وجوابه لن يؤثر مقدم على القسم فاقض ما أنت قاض فاصنع ما أنت صانع من القتل والطلب قال