الأنبياء ١٨ - ١٣
أو شبهوا في سرعة عدوهم على أرجلهم بالراكبين الراضين لدوابهم فقيل لهم لا تركضوا والقائل بعض الملائكة وارجعوا إى ما أترفتم فيه نعمتم فيه من الدنيا ولين العيش قال الخليل المترف الموسع عليه عيشه القليل فيه همه ومساكنكم لعلكم تسئلون أي يقال لهم استهزاء بهم ارجعوا إلى نعيمكم ومساكنكم لعلكم تسألون غدا عما جرى عليك ونزل بأموالكم فتجيبوا السائل عن علم ومشاهدة أو اجلسوا كما كنتم في مجالسكم حتى يسألكم عبيدكم ومن ينفذ فيه امركم ونهيكم ويقولوا لكم بم تأمرون وكيف نأتى ونذر كعادة المنعمين المخدمين أو يسألكم الناس في انديتكم المعاون في نوازل الخطوب أو يسألكم الوافدون عليكم والطماع ويستمطرون سحاب أكفكم وقال بعضهم لبعض لا تركضوا أو ارجعوا إلى منازلكم وأموالكم لعلكم تسألون مالا وخراجا فلا تقتلون فنودي من السماء يالثارات الانبياء واخذتهم السيوف فثم قالوا يا ويلنا انا كنا ظالمين اعترافهم بذلك حين لا ينفعهم الاعتراف فما زالت تلك هي اشارة إلى يا ويلنا دعواهم دعاءهم وتلك مرفوع على أنه اسم زالت ودعواهم الخير ويجوز العكس حتى جعلناهم حصيدا مثل الحصيد أي الزرع المحصود ولم يجمع كما لم يجمع المقدر خامدين ميتين خمود النار وحصيدا خامدين مفعول ثان لجعل أي جعلناهم جامعين لمماثلة الحصد والخمود كقولك جعلته حلوا حامضا أي جعلته جامعا للطعمين وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين اللعب فعل يروق أوله ولا ثبات له ولاعبين حال من فاءل خلقنا والمعنى وما سوينا هذا السقف المرفوع وهذا المهاد الموضوع وما بينهما من أصناف الخلق للهو واللعب وإنما سويناها ليستدل بها على قدرة مدبراه ولنجازي المحسن والمسيء على ما تقتضيه حكمتنا ثم نزه ذاته عن سمات الحدوث بقوله لو أردنا أن نتخذ لهوا أي ولدا أو امرأة كأنه رد على من قال عيسى ابنه ومريم صاحبته لاتخذناه من لدنا من الولدان أو الحور إن كنا فاعلين أي ان كنا ممن يفعل ذلك ولسنا ممن يفعله لاستحالته في حقنا وقيل هو نفي كقوله وان أدري أي ما كنا فاعلين بل نقذف بل اضراب عن اتخاذ اللهو وتنزيه منه لذاته كأنه قال سبحاننا أن نتخذ اللهو بل من سنتنا ان نقذف أي نرمي ونسلط بالحق بالقرآن على الباطل الشيطان أو بالإسلام على ا لشرك أو بالجد على اللعب فيدمغه فيكسره ويدحض الحق الباطل