الأنبياء ١٠٩ - ١٠٤
خلق نعيده انتصب الكاف بفعل مضمر يفسره نعيده ما موصولة أي نعيده مثل الذي بدأناه نعيده وأول خلق ظرف لبدأنا أي أول ما خلق أو حال من ضمير الموصول الساقط من اللفظ الثابت في المعنى وأول الخق إيجاده أي فكما أوجده أو لا يعيده ثانيا تشبيها للاعادة بالابداء في تناول القدرة لهما على السواء والتنكير في خلق مثله في قولك هو أول رجل جاءني تريد أول الرجال ولكنك وحدته ونكرته إرادة تفصيلهم رجلا رجلا فكذلك معنى أول خلق أول الخق بمعنى أول الخلائق لأن الخق مصدر لا يجمع وعدا ت مصدر مؤكد لأن قوله نعيده عدة للاعادة علينا أي عدا كائنا لا محالة إنا كنا فاعلين ذلك أي محققين هذا الوعد فاستعدوا له وقدموا صالح الأعمال للخلاص من هذه الأهوال ولقد كتبنا في الزبور كتاب داود عليه السلام من بعد الذكر التوراة ان الأرض أي الشام يرثها عبادي ساكنة الياء حمزة غيره بفتح الياء الصالحون أي أمة محمد عليه السلام أو الزبور بمعنى المزبور أي المكتوب يعني ما أنزال على الأنبياء من الكتب والذكر أم الكتاب يعني اللوح لأن الكل أخذوا منه ليله قراءة حمزة وخلف بضم الزاي على جمع الزبر بمعنى المزبور والأرض أرض الجنة إن في هذا أي القرآن أو في المذكور في هذه السورة من الأخبار والوعد الوعيد والمواعظ لبلاغا لكفاية واصله ما يبلغ به البغية لقوم عابدين موحدين وهم أمة محمد عليه السلام وما أرسلناك الا رحمة قال عليه السلام إنما أنا رحمة مهداة للعالمين لأنه جاء بما يسعدهم ان اتبعوه ومن لم يتبع فانما أتى من عند نفسه حيث ضيع نصيبه منها وقيل هو رحمة للمؤمنين في الدارين والكافرين في الدنيا بتأخير عذاب الاستئصال والمسخ والخسف ورحمة مفعول له أو حال أي ذا رحمة قل إنما إنما لقصر الحكم على شيء أو لقصر الشيء على حكم نحو إنما زيد قائم وإنما يقوم زيد وفاعل يوحى إلى أنما إلهكم إله واحد والتقدير يوحى إلى وحدانية إلهي ويجوز أن يكون المعنى أن الذي يوحى إلى فتكون ما موصولة فهل أنتم مسلمون استفهام بمعنى الأمر أي اسلموا فان تولوا عن الاسلام فقل اذنتكم اعلمتكم ما امرت على سواء حال أي مستوين في الاعلام به ولم اخصص بعضكم وفيه دليل بطلان مذهب الباطنية وان ادري اقريب ام بعيد ما توعدون


الصفحة التالية
Icon