الشورى ٥١ - ٤٨
ان عليك الا البلاغ ما عليك الا تبليغ الرسالة وقد فعلت وانا ا ذا اذقنا الانسان المراد الجمع لا الواحد منا رحمة نعمة وسعة وامنا وصحة فرح بها بطر لاجلها وان تصبهم سيئة بلاء كالمرض والفقر ونحوهما وتوحيد فرح باعتبار اللفظ والجمع في ان تصبهم باعتبار المعنى بما قدمت ايديهم بسبب معاصيهم فان الانسان كفور ولم يقل فانه كفور ليسجل على ان هذا الجنس موسوم بكفران النعم كما قال ان الانسان لظلوم كفار والكفور البليغ الكفران والمعنى انه يذكر البلاء وينسى النعم ويغمطها قيل اربد به كفران النعمة وقيل اريد به الكفر بالله تعالى لله ملك السموات والارض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء اناثا ويهب لمن يشاء الذكور او يزوجهم اى يقرنهم ذكرانا واناثا ويجعل من يشاء عقيما لما ذكر اذاقة الانسان الرحمة واصابته بضدها اتبع ذلك ان له تعالى الملك وانه يقسم النعمة والبلاء كيف اراد ويهب لعباده من الاولاد ما يشاء فيخص بعضا بالاناث وبعضا بالذكور وبعضا بالصنفين جميعا ويجعل البعض عقيما والعقيم التى لا تلد كذلك رجل عقيم الا اذا كان لا يولد له وقدم الاناث اولا على الذكور لان سياق الكلام انه فاعل لما يشاؤه لا ما يشاؤه الانسان فكان ذكر الاناث اللاتى من جملة مالا يشاؤه الانسان اهم والاهم واجب التقديم وليلى الجنس الذى كانت العرب تعده بلاء ذكر البلاء ولما اخر الذكور وهم احقاء بالتقديم تدارك تأخيرهم بتعريفهم لان التعريف تنويه وتشهير ثم اعطى بعد ذلك كلا الجنسين حقه من التقديم والتأخير وعرف ان تقديمهن لم يكن لنقدمهن ولكنن لمقتض آخر فقال ذكرانا واناثا وقيل نزلت في الانبياء عليهم السلام حيث وهب لوط وشعيب اناثا ولابراهيم ذكورا ولمحمحد صلى الله عليه و سلم الله عليه وسلم ذكورا واناثا وجعل يحيى و عيسى عليهما السلام عقيمين انه عليم بكل شىء قدير قادر على كل شىء وما كان لبشر وما صح لاحد من البشر ان يكلمه الله الا وحيا اى الهاما كما روى نفث فى زوعى او رؤيا في المنام كقوله عليه السلام رؤيا الانبياء وحى وهو كأمر ابراهيم عليه السلام بذبح الولد او من وراء حجاب اى يسمع كلاما من الله كما سمع موسى عليه السلام من غير ان يبصر السامع من يكلمه وليس المراد به حجاب الله تعالى لان الله تعالى لا يجوز عليه ما يجوز على الاجسام من الحجاب ولكن المراد به ان لاسامع محجوب عن الرؤية في الدنيا او يرسل رسولا اى يرسل ملكا فيوحى اى الملك اليه قيل وحيا كما اوحى الى الرسل