يس ٦٧ - ٦٠
وعند الضحاك لكل كافر بيت من النار يكون فيه لا يرى ولايرى أبدا ويقول لهم يوم القيامة ألم أعهد إليكم يا بنى آدم أن لا تعبدوا الشيطان انه لكم عدو مبين العهد الوصية وعهد إليه إذا وصاه وعهد الله إليهم ما ركزه فيهم من أدلة العقل وأنزل عليهم دلائل السمع وعبادة الشيطان طاعته فيما يوسوس به إليهم ويزينه لهم وأن اعبدونى وحدونى وأطيعونى هذا اشارة إلى ما عهد إليهم من معصية الشيطان وطاعة الرحمن صراط مستقيم أى صراط بليغ فى استقامته ولا صراط أقوم منه ولقد أضل منكم جبلا بكسر الجيم والباء والتشديد مدنى وعاصم وسهل جبلا بضم الجيم والباء والتشديد يعقوب جبلا مخففا شامى وأبو عمرو وجبلا بضم الجيم والباء وتحفيف اللام غيرهم وهذه لغات فى معنى الخلق كثيرا أفلم تكونوا تعقلون استفهام تقريع على تركهم الانتفاع بالعقل هذه جهنم التى كنتم توعدون بها اصلوها اليوم بما كنتم تكفرون ادخلوها بكفركم وانكاركم لها اليوم نختم على أفواههم أى تمنعهم من الكلام وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون يروى أنهم يجحدون ويخاصمون فتشهد عليهم جيرانهم وأهاليهم وعشائرهم فيحلفون ما كانوا مشركين فحينئذ يختم على أفواههم وتكلم أيديهم وأرجلهم وفى الحديث يقول العبد يوم القيامة انى لا اجيز على إلا شاهدا من نفسى فيختم على فيه ويقال لأركانه انطقى فتنطق بأعماله ثم يخلى بينه وبين الكلام فيقول بعدا لكن وسحقا فعنكن كنت اناضل ولو نشاء لطمسنا على أعينهم ولو نشاء لمسخناهم قردة أو خنازير أو حجارة على مكانتهم على مكاناتهم أبو بكر وحماد والمكانة والمكان واحد كالمقامة والمقام أى لمسخناهم فى منازلهم حيث يجترحون المآثم فما استطاعوا مضيا ولا يرجعون فلم يقدروا على ذهاب ولا مجىء أو مضيا أمامهم ولا يرجعون


الصفحة التالية
Icon