بما كانوا يكسبون من عمل صلحا فلنفسه
وقوما مخصوصين بصبرهم على اذى اعدائهم لنجزى شامى وحمزة وعلى لينجزى قوما يزيد اى ليجزى الخير قوما فأضمر الخير لدلالة الكلام عليه كما أضمر الشمس في قوله حتى توارث بالحجاب لان قوله اذا عرض عليه بالعشى دليلا على توارى الشمس وليس التقدير ليجزى الجزاء قوما لأن المصدر لا يقوم مقام الفاعل ومعك مفعول صحيح اما اقامة المفعول الثاني مقام الفاعل فجائز وانت تقول جزاك الله خيرا ربما كانوا يكسبون من الاحسان من عمل صالحا فلنفسه ومن اساء فعليها اى لها الثواب وعليها العقاب ثم الى ربكم ترجعون أى الى جزائه ولقد آتينا بنى اسرائيل الكتاب التوراة والحكم الحكمة والفقه او فصل الخصومات بين الناس لأن الملك كان فيهم والنبوة خصها بالذكر لكثرة الانبياء عليهم السلام فيهم ورزقناهم من الطيبات مما أحل الله لهم واطاب من الارزاق و فضلناهم على العالمين على عالمى زمانهم وآتيناهم بينات آيات ومعجزات من الأمر من امر الدين فما اختلفوا فما وقع الخلاف بينم في الدين إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم اى الامن من بعد ما جاءهم ما هو موجب لزوال الخلاف وهو العلم وانما اختلفوا لبغى حدث بينهم اى لعداوة وحسد بينهم ان ربك يقضى بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون قيل المراد اختلافهم في اوامر الله ونواهيه في التوراة حسدا وطلبا وجلبا للرياسة لا عن جهل يكون الانسان به معذورا ثم جعلناك بعد اختلاف اهل الكتاب على شريعة على طريقة ومنهاج من ا لأمر من أمر ا لدين فاتبعها فاتبع شريعتك الثابتة بالحجج والدلائل ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون ولا تتبع مالا حجة عليه من أهواء الجهال ودينهم المبنى على هوى وبدعة وهم رؤساء قريش حين قالوا ارجع الى دين آبائك انهم ان هؤلاء الكافرين لن يغنوا عنك من الله شيئا وان الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولى المتقين وهم موالوه وما ابين الفضل بين الولايتين ٦هذا اى القرآن بصائر للناس جعل ما فيه من معالم الدين والشرائع بمنزلة البصائر في القلوب كما جعل روحا وحياة وهدى من الضلالة ورحمة من العذاب لقوم يوقنون لمن آمن وايقن