١٣٣ - وقالوا ما هى إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا الا الدهر
وقالوا ما هى اى ما الحياة لانهم وعدوا حياة ثانية إلا حياتنا الدنيا التى نحن فيها نموت وحيا نموت نحن ونحيا ببقاء اولادنا او يموت بعض ويحيا بعض او نكون مواتا نطفا في الأصلاب ونحيا بعد ذلك او يصيبنا الأمران الموت والحياة يريدون الحياة في الدنيا والموت بعدها وليس وراء ذلك حياة وقيل هذا كلام من يقول بالتناسخ اى يموت الرجل ثم تجعل روحه في موات فيحيا به وما يهلكنا إلا الدهر كانوا يزعمون ان مرور الايام والليالى هو المؤثر في هلاك الانفس وينكرون ملك الموت وقبضة الأرواح باذن الله وكانوا يضيفون كل حادثة تحدث الى الدهر والزمان وترى اشعارهم ناطقة بشكوى الزمان ومنه قوله عليه السلام لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر اى فان الله هو الآتى بالحوادث لا الدهر ومالهم بذلك من علم ان هم الا يظنون وما يقولون ذلك من علم ويقين ولكن من ظن وتخمين وإذا تتلى عليهم آياتنا اى القرآن يعىمافيه من ذكر البعث بينات ما كان حجتهم وسمى قولهم حجة وان لم يكن حجة لأنه في زعمهم حجة إلا أن قالوا ائتوا بآبائنا اى احيوهم إن كنتم صادقين في دعوى البعث وحجتهم خبر كان واسمها ان قالوا والمعنى ما كان حجتهم الا مقالتهم ائتوا بآياتنا وقرىء حجتهم بالرفع على انها اسم كان وان قالوا الخبر قل الله يحييكم في الدنيا ثم يميتكم فيها عند انتهاء اعماركم ثم يجمعكم الى يوم القيامة اى يبعثكم يوم القيامة جميعا ومن كان قادر على ذلك كان قادر على الاتيان بآبائكم ضرورة لا ريب فيه اى في الجمع ولكن اكثر الناس لا يعلمون قدرة الله على البعث لاعراضهم عن التفكر في الدلائل ولله ملك السموات والارض ويوم تقوم الساعة يومئذ يخسر المبطلون عامل النصب في يوم تقوم يخسر ويومئذ بدل من يوم تقوم وترى كل أمة جاثية جالسة على الركب يقال جثا فلان يجثو اذا جلس عل ركبتيه وقيل جاثية مجتمعة كل أمة بالرفع على الابتداء كل بالفتح يعقوب عل الابدال من كل أمة تدعى إلى كتابها الى صحائف اعمالها فاكتفى باسم الجنس فيقال لهم ٦اليوم تجزون ما كنتم تعملون في الدنيا هذا كتابنا اضيف الكتاب اليهم لملابسته اياهم لان اعمالهم مثبتة فيه والى الله تعالى لانه مالكه والآمر ملائكته ان يكتبوا فيه اعمال عباده ينطق