ذلك بان الذين كفروا واتبعوا البطل
من النصرة والتأييد ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل وأن الذين آمنوا اتبعا الحق من ربهم ذلك مبتدأ وما بعده خبره اى ذلك الامر وهو اضلال اعمال احد الفريقين وتكفير سيآت الثاني والاصلاح كائن بسبب اتباع هؤلاء الباطل وهو الشيطان وهؤلاءالحق وهو القران كذلك مثل ذلك الضرب يضرب الله اى يبين الله للناس امثالهم والضمير راجع الى الناس او الى المذكورين من الفريقين على معنى انه يضرب امثالهم لاجل الناس ليعتبروا بهم وقد جعل اتباع الباطل مثلا لعمل الكافرين واتباع الحق مثلا لعمل المؤمنين او جعل الاضلال مثلا لخيبة الكفار وتكفير السيآت مثلا لفوز الابرار فإذا لقيتم الذين كفروا من اللقاء وهو الحرب فضرب الرقاب اصله فاضربوا الرقاب ضربا فحذف الفعل وقدم المصدر فانيب منابه مضافا الى المفعول وفيه اختصار مع اعطاء معنى التوكيد لانك تذكر المصدر وتدل على الفعل بالنصبه التى فيه وضرب الرقاب عبارة عن القتل لا ان الواجب ان تضرب الرقاب خاصة دون غيرها من الاعضاء ولان قتل الانسان اكثر ما يكون بضرب رقبته فوقع عبارة عن القتل وان ضرب غير رقبته حتى اذا أثخنتموهم أكثرتم فيهم القتل فشدوا الوثاق فأسروهم والوثاق بالفتح والكسر اسم ما يوثق به والمعنى فشدوا وثاق الاسارى حتى لا يفلتوا منكم فإما منا بعد اى بعد ان تاسروهم وإما فدا منا وفداء منصوبان بفعلهما مضمرين اى فاما تمنون منا او تفدون قداء والمعنى والتخيير بين الامرين بعد الاسريين ان يمنوا عليهم فيطلقوهم وبين ان يغادوهم وحكم اسارى المشركين عندنا القتل او الاسترقاق والمن والفداء المذكوران في الاية منسوخ بقوله اقتلوا المشركين لأن سورة براء من آخر ما نزل عن مجاهد ليس اليوم من ولا فداء انما هو الاسلام او ضرب العنق او المراد بالمن ان يمن عليهم بترك القتل وليسترقوا او يمن عليهم فيخلوا لقبولهم الجزية وبالفداء ان يفادى بأساراهم اسارى المسلمين فقد رواه الطحاوى مذهبا عن ابى حنيفة رحمه الله وهو قولهما والمشهور انه لا يرى فداءهم لا بمال وبغيره لئلا يعودوا حربا علينا وعند الشافعى ورحمه الله تعالى للامام ان يختار احد الامور الاربعة القتل والاسترقاق والفداء بأسارى المسلمين والمن حتى تضع الحرب أوزارها اثقالها وآلاتها التى لا تقوم الا بها كالسلاح والكراع وقيل اوزارها آثامها يعنى حتى تترك اهل الحرب وهم المشركون شركهم بان يسلموا وحتى لا يخلو من ان يتعلق بالضرب والشد او بالمن والفداء فالمعنى على كلا المتعلقين عند الشافعي رحمه الله انهم لا يزالون على ذلك أبدا الى ان لا يكون حرب مع المشركين وذلك اذا لم يبق لهم


الصفحة التالية
Icon