فكيف إذا توفتهم الملئكة يضربون وجوههم وادبرهم
وحفص اسرارهم غير جمع سر فكيف إذا توفتهم الملائكة اى فكيف يعملون وما حيلتهم حينئذ يضربون وجوههم وأدبارهم عن ابن عباس رضى الله عنهما لا يتوفى احد على معصية الا يضرب من الملائكة في وجهه ودبره ذلك اشارة الى التوفى الموصوف بأنهم بسبب انهم اتبعوا ما أسخط الله من معاونة الكافرين وكرهوا رضوانه من نصرة المؤمنين فأحبط أعمالهم أم حسب الذين في قلوبهم مرض ان لن يخرج الله اضغانهم احقادهم والمعنى اظن المنافقون ان الله تعالى لا يبرز بغضهم وعداوتهم للمؤمنين ولو نشاء للأريناكهم لعرفناكهم ودللناك عليهم فلعرفتهم بسيماهم بعلامتهم وهو ان يسمهم الله بعلامة بها وعن انس رضى الله عنه ماخفى على رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد هذه الآية احد من المافقين كان يعرفهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول في نحوه واسلوبه الحسن من فحوى كلامهم لانهم كانوا لا يقدرون على كتمان ما في انفسهم واللام في فلعرفتهم داخلة في جواب لو كالتى في لاريناكم كررت في المعطوف واما اللام فى ولتعرفنهم فواقعة مع النون في جواب قسم محذوف والله يعلم أعمالكم فيميز خيرها من شرها ولنبلونكم بالقتال أعلاما لا استعلاما أو نعاملكم معاملة المختبر ليكون أبلغ في اظهار العدل حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين على الجهاد اى نعلم كائنا ما علمناه انه سيكون ونبلوا اخباركم اسراركم وليبلونكم حتى يعلم ويبلوا ابو بكر وعن الفضيل انه كان اذا قرأها بكى وقال اللهم لا تبلنا فإنك ان بلوتنا فضحتنا وهتكت استارنا وعذبتنا ان الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله وشاقوا الرسول وعادوه يعنى المطعمين يوم بدر وقد مر من بعد ما تبين لهم الهدى من بعد ما ظهر لهم انه الحق وعرفوا الرسول لن يضروا الله شيئا وسيحبط اعمالهم التى عملوها في مشاقة الرسول اى سيبطلها فلا يصلون منها الى اغراضهم يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم بالنفاق او بالرياء


الصفحة التالية
Icon