وكان الله على كل شىء قديرا
تقديره وقضى الله اخرى قد احاط بها واما لم تقدروا عليها فصفة لاخرى والرفع على الابتداء لكونها موصوفة بلم تقدروا وقد احاط الله بها خبر المبتدأ وكان الله على كل شىء قديرا قادرا ولو قاتلكم الذين كفروا من اهل مكة ولم يصالحوا او من حلفاء اهل خيبر لولوا الأدبار لغلبوا وانهزموا ثم لا يجدون وليا يلى امرهم ولا نصيرا ينصرهم سنة الله في موضع المصدر المؤكد اى سن الله غلبة انبيائه سنة وهو قوله لاغلبن انا ورسلى التى قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا تغييرا وهو الذى كف ايديهم عنكم اى ايدى اهل مكة وايديكم عنهم عن اهل مكة يعنى قضى بينهم وبينكم المكافة والمحاجزة بدما خولكم الظفر عليهم والغلبة وذلك يوم الفتح وبه استشهد أبو حنيفة رضى الله عنه على ان مكة فتحت عنوة لا صلحا وقيل كان في غزوة الحديبية لما روى ان عكرمة بن أبي جهل خرج في خمسمائة فبعث رسول الله صلى الله عليه و سلم من هزمه وادخله حيطان مكة وعن ابن عباس رضى الله عنهما اظهر المسلمين عليهم بالحجارة حتى ادخلوهم البيوت ببطن مكة اى بمكة او بالحديبية لان بعضها منسوب الى الحرم من بعد ان اظفركم عليهم اى اقدركم وسلطكم ٦وكان الله بما تعملون بصيرا وبالياء ابو عمرو هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدى هو ما يهدى الى الكعبة ونصبه عطفا على كم في صدوكم اى وصدوا الهدى معكوفا ان يبلغ محبوسا ان يبلغ ومعكوفا حال وكان عليه السلام ساق سبعين بدنة محله مكانه الذى يحل فيه نحره اى يجب وهذا دليل على ان المحصر محل هديه الحرم والمراد المحل المعهود وهو منى ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات بمكة لم تعلموهم صفة للرجال والنساء جميعا أن تطؤهم بدل اشتمال منهم او من الضميرالمنصوب في تعلموهم فتصيبكم منهم معرة إثم وشدة وهى مفعلة من عره بمعنى عراه اذا دهاه ما يكرهه ويشق عليه وهو الكفارة اذا قتله خطأ وسوء قالة المشركين انهم فعلوا باهل دينهم مثل ما فعلوا بنا من غير تمييز والاثم اذا قصر بغير علم متعلق بأن تطؤهم يعنى أن تطؤهم غير عالمين بهم والوطء عبارة عن الايقاع والابادة والمعنى انه كان بمكة قوم من المسلمين مختلطون بالمشركين غير متميزين منهم فقيل