السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل
سورة الحجرات

بسم الله الرحمن الرحيم

يأيها الذين ءامنوا لا تقدموا
السجود اى من التأثير الذى يؤثره السجود وعن عطاء استنارت وجوههم من طول ما وصلوا بالليل لقوله عليه السلام من كثر صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار ذلك اى المذكور مثلهم صفتهم في التوراة وعليه وقف ومثلهم في الانجيل مبتدأ خبره كزرع اخرج شطأه فراخه يقال اشطأ الزرع اذا فرخ فآزره قواه فآزره شامى فاستغلظ فصار من الرقة إلى الغلظ فاستوى على سوقه فاستقام على قصبة جمع ساق يعجب الزراع يتعجبون من قوته وقيل مكتوب في الانجيل سيخرج قوم ينبتون نبات الزرع يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وعن عكرمة اخرج شطأه بأبى بكر فآزره بعمر فاستغلظ بعثمان فاستوى على سوقه بعلى رضوان الله عليهم وهذا مثل ضربه الله تعالى لبدء الاسلام وترقيه في الزيادة الى ان قوى واستحكم لان النبى صلى الله عليه و سلم قام وحده ثم قواه الله تعالى بمن آمن معه كما يقوى الطاقة الاولى من الزرع ما يحتف بها مما يتولد منها حتى يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار تعليل لما دل عليه تشبيههم بالزرع من نمائهم وترقيهم في الزيادة والقوة ويجوز ان يعلل به وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما لان الكفار اذا سمعوا بما اعد لهم في الآخرة مع ما يعزهم به في الدنيا غاظهم ذلك ومن في منهم للبيان كما في قوله فاجتنبوا الرجس من الاوثان يعنى فاجتنبوا الرجس الذى هو الاوثان وقولك انفق من الدراهم اى اجعل نفقتك هذا الجنس وهذه الآية ترد قول الروافض انهم كفروا بعد وفاة النبى صلى الله عليه و سلم اذ الوعد لهم بالمغفرة والاجر العظيم انما يكون ان لو ثبتوا على ما كانوا عليه في حياته
سورة الحجرات مدنية وهى ثمان عشر آية

بسم الله الرحمن الرحيم

يا أيها الذين آمنوا الا تقدموا قدمه واقدمه منقولان بتثقيل الحشو والهمزة من قدمه اذا تقدمه في قوله تعالى يقدم قومه وحذف المفعول ليتناول كل ما وقع في النفس مما يقدم من القول او الفعل وجاز ان لا يقصد مفعول والنهى متوجه الى نفس التقدمة كقوله هو الذى يحيى ويميت او هو من قدم بمعنى تقدم كوجه بمعنى توجه ومنه مقدمة الجيش وهى الجماعة المتقدمة منه ويؤيده قراءة


الصفحة التالية
Icon