وأنتم لا تشعرون إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله
على تقدير حذف المضاف وأنتم لا تشعرون ان الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله٦ ثم اسم ان عند قوله رسول الله والمعنى يخفضون اصواتهم في مجلسه تعظيما له أولئك مبتدأ خبره الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى وتم صلة الذين عند قوله للتقوى وأولئك مع خبره خبران والمعنى اخلصها للتقوى من قولهم امتحن الذهب وفتنه اذا اذابه فخلص ابريزه من خبثه ونقاه وحقيقته عاملها معاملة المختبر فوجدها مخلصة وعن عمر رضى الله عنه اذهب الشهوات عنها والامتحان افتعال من محنه وهو اختبار بليغ او بلاء جهيد لهم مغفرة وأجر عظيم جملة اخرى قيل نزلت في الشيخين رضى الله عنهما لما كان منهما من غض الصوت وهذه الآية بنظمها الذى وتبت عليه من إيقاع الغاضين اصواتهم اسما لان المؤكدة وتصيير خبرها جملة من مبتدا وخبر معرفتين معا والمبتدا امس الاشارة واستئناف الجملة المستودعة ما هو جزاؤهم على عملهم وايراد الجزاء نكرة مبهما امره دالة على غاية الاعتداد والارتضاء بفعل الخافضين اصواتهم وفيها تعريض لعظيم ما ارتكب الرافعون اصواتهم إن الذين ينادونك من وراء الحجرات نزلت في وفد بنى تميم اتوا رسول الله صلى الله عليه و سلم وقت الظهيرة وهو راقد وفيهم الافرع بن حابس وعيينه بن حصن ونادوا النبى صلى الله عليه و سلم من وراء حجراته وقالوا اخرج الينا يا محمد فان مدحنازين وذمنا شين فاستيقظ وخرج والوراء الجهة التى بوار بها عنك لشخص بظلمه من خلف او قدام ومن لابتداء الغاية وان المناداة نشأت من ذلك المكان والحجرة الرقعة من الارض المحجورة بحائط يحوط عليها وهى فعلة بمنى مفعولة كالفيضة وجمعها الحجرات بضمتين والحجرات بفتح الجيم وهى قراءة يزيدوالمراد حجرات نساء رسول الله صلى الله عليه و سلم كانت لكل منهن حجرة ومناداتهم من ورائها لعلهم تفرقوا على الحجرات متطلبين له او نادوه من وراء الحجرة التي كان عليه السلام فيها ولكنها اجمعت اجلالا لرسول الله صلى الله عليه و سلم والفعل وان كان مسند الى جميعهم فانه يجو ان يتولاه بعضهم وكا الباقون راضين فكانهم تولوه جميعا اكثرهم لا يعقلون يحتمل ان يكون فهم من قصد استثناؤه ويحتمل ان يكون المراد النفى العام اذ القلة تقع موقع النفى وورود الآية على النمط الذى وردت عليه فيه ما لا يخفى من اجلال محل رسول الله صلى الله عليه و سلم منها لتسجيل على الصائحين به بالسفه والجهل ومنها ايقاع لفظ الحجرات كناية عن موضع خلوته ومقيله مع بعض نسائه ومنها التعريف باللام دون الاضافة ولو تأمل متأمل من اول السورة الى اخر هذه الآية لوجدها كذلك فتامل كيف ابتدا بايجاب ان تكون الامور التى تنتمى الى الله ورسوله متقدمة على الامور كلها من غير تقيد ثم اردف ذلك النهى عما هو من جنس التقديم من رفع الصوت والجهر كان الاول بساط للثانى ثم اثنى على الغاضين اصواتهم ليدل على عظيم موفعه عند الله ثم عقبه بما هو اطم وهجنته أتم من الصباح برسول الله صلى الله عليه و سلم في حال خلوته من وراء الجدر كما