وزينة في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق
حال موقعها من الاستدراك وهو مخالفة ما بعدها لما قبله نفيا واثباتا وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر وهو تغطية نعم الله وغمطها بالجحود والفسوق وهو الخروج عن محجة الايمان بركوب الكبائر والعصيان وهو ترك الانقياد لما امر به الشارع اولئك هم الراشدون اى اولئك المستثنون هم الراشدون يعنى اصابوا طريق الحق ولم يميلو ا عن الاستقامة والرشد الاستقامة على طريق الحق مع تصلب فيه من الرشادة وهى الصخرة ٦فضلا من الله ونعمة الفضل والنعمة بمعنى الافضال والانعام والانتصاب على المفعول له اى حبب وكره للفضل والنعمة والله عليم باحوال المؤمنين وما بينهم من التمايز والتفاضل حكيم حين يفضل وينعم بالتوفيق على الافاضل وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما وقف رسول الله صلى الله عليه و سلم على مجلس بعض الانصار وهو على حمار فبال الحمار فأمسك ابن أبى بانفه وقال خل سبيل حمارك فقد اذانا نتنه فقال عبدالله بن رواحه والله ان بول حماره لاطيب من مسكك ومضى رسول الله صلى الله عليه و سلم وطال الخوض بينهما حتى استبا وتجالدا وجاء قوماهما وهما الاوس والخزرج فتجالدوا بالعصى وقيل بالايدى والنعال والسعف فرجع اليهم رسول له صلى الله عليه و سلم فاصلح بينهم ونزلت وجمع اقتتلوا حملا على المعنى لان الطائفتين في معنى القوم والناس وثنى في فاصلحوا بينهما نظر الى اللفظ فان بغت احداهما على الاخرى البغى الاستطالة والظلم واباء الصلح فقاتلوا التى تبغى حتى تفىء اى ترجع والفىء الرجوع وقد سمى به الظل والغنيمة لان الظل يرجع بعد نسخ الشمس والغنيمة ما يرجع من اموال الكفار الى المسلمين وحكم الفئة الباغية وجوب قتالها ما قاتلت فاذا كفت وقبضت عن الحرب ايديها تركت الى أمر الله المذكور في كتابه من الصلح وزوال الشحناء فان فاءت عن البغى الى امر الله فأصلحوا بينهما بالعدل بالانصاف واقسطوا واعدلوا وهو امر استعمال القسط على طريق العموم بعد ما امر به في اصلاح ذات البين إن الله يحب المقسطين العادلين والقسط الجور والقسط العدل والفعل منه اقسط وهمزته للسلب اى زال القسط وهو الجوار إنما المؤمنون أخوة فأصلحوا بين أخويكم هذا تقرير لما الزمه من تولى الاصلاح بين من وقعت بينهم المشاقة من المؤمنين وبيان ان الايمان قد عقد بين اهله من السبب القريب والنسب اللاصق ما ان لم يفضل الاخوة لم ينقص عنها ثم قد جرت العادة على انه اذا نشب مثل ذلك بين الاخوين ولا الزم السائر ان يتناهضوا في رفعه وازاحته بالصلح بينهما فالاخوة في الدين احق