فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحي
او من اخيه ولما قررهم بان احدا منهم لا يحب اكل جيفة اخيه عقب ذلك بقوله فكرهتموه اى فتحققت كراهتكم له باستقامة العقل فليتحقق ان تكرهوا ما هو نظيره من الغيبة باستقامة الذين واتقوا الله ان الله تواب رحيم التواب البليغ في قبول التوبة والمعنى واتقوا الله بترك ما امرتم باجتنابه والندم على ما وجد منكم منه فانكم ان اتقيتم تقبل الله توبتكم وانعم عليكم بثواب المتقين التائبين وروى ان سلمان كان يخدم رجلين من الصحابة ويسوى لهما طعامهما فنام عن شأنه يوما فبعثاه الى رسول الله صلى الله عليه و سلم يبغى لهما اداما وكان أسامة على طعام رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ما عندى شىء فأخبرهما سلمان فقالا لو بعثناه الى بئر سميحة لغار ماؤها فلما جاء الى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال لهما مالى أرى خضرة اللحم في افواهكما فقالا ما تناولنا لحما قال انكما قد اغتبتما ومن اغتاب مسلما فقد اكل لحمه ثم قرا الآية وقيل غيبة الخلق انما تكون من الغيبة عن الحق يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى من آدم وحواء او كل واحد منكم من اب وام فما منكم من احد الا وهو يدلى بمثل ما يدلى به الاخر سواء بسواء فلا معنى للتفاخر والتفاضل في النسب وجعلناكم شعوبا وقبائل الشعب الطبقة الاولى من الطبقات الست التى عليها العرب وهى الشعب والقبيلة والعمارة والبطن والفخذ والفصيلة فالشعب يجمع القبائل والقبيلة تجمع العمائر والعمارة تجمع البطون والبطن تجمع الافخاذ والفخذ تجمع الفصائل خزيمة شعب وكنانة قبيلة وقريش عمارة وقصى بطن وهاشم فخذ والعباس فصيلة وسمت الشعوب لان القبائل تشعبت منها لتعارفوا اى انما رتبكم على شعوب وقبائل ليعرف بعضكم نسب بعض فلا يعترى الى غير آبائه لا ان تتفاخروا بالآباء والاجداد وتدعوا التفاضل في الانساب ثم بين الخصلة التي يفضل بها الانسان غيره ويكتسب الشرف والكرم عند الله فقال إن اكرمكم عند الله اتقاكم في الحديث من سره ان يكون اكرم الناس فليتق الله عن ابن عباس رضى الله عنهما كرم الدنيا الغنى وكرم الاخرة التقوى وروى انه صلى الله عليه و سلم طاف يوم فتح مكه فحمد الله واثنى عليه ثم قال الحمد لله الذى اذهب عنكم غيبة الجاهليةوتكبرها يا أيها الناس انما الناس رجلان مؤمن تقى كريم على الله وفاجر شقى هين على الله ثم قرأ الآية وعن يزيد ابن شجرة مر رسول الله صلى الله عليه و سلم في سوق المدينة فرأى غلاما اسود يقول من اشترانى فعلى شرط ان لا يمنعنى من الصلوات الخمس خلف رسول الله صلى الله عليه و سلم فاشتراه بعضهم فمرض فعاده رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم توفى فحضر دفنه فقالوا في ذلك شيئا فنزلت إن الله عليم كرم القلوب وتقواها خبير بهمهم النفوس في هواها قالت الاعراب اى بعض الاعراب لان من الاعراب من يؤمن بالله واليوم الاخر وهم اعراب بنى اسد قدموا المدينة في سنة جدبة فأظهروا


الصفحة التالية
Icon