التلقن بالحفظ والكتابة والقعيد المقاعد كالجليس بمعنى المجالس وتقديره عن اليمين قعيد وعن الشمال قعيد من المتلقيين فترك احدهما لدلالة الثاني عليه كقوله
رمانى بأمر كنت منه ووالدى بريئا ومن اجل الطوى رمانى
اى رمانى بامر كنت منه بريئا وكان والدى منه بريئا واذا منصوب باقرب لما فيه منى يقرب والمعنى انه لطيف يتوصل علمه الى خطرات النفس ولا شىء اخفى منه وهو اقرب من الانسان من كل قريب حين يتلقى الحفيظان ما يتلفظ به ايذانا بان استحفاظ الملكين امر هو غنىعنه وكيف لا يستغنى عنه وهو مطلع على اخفى الخفيات وانما ذلك الحكمة وهى مافى كتبه الملكين وحفظهما وعرض صحائف العمل يوم القيامة من زيادة لطف له في الانتهاء عن السيئات والرغبة في الحسنات ما يلفظ من قول ما يتكلم به وما يرمى به من فيه إلا لديه رقيب حافظ عتيد حاضر ثم قيل يكتبان كل شىء حتى انينه في مرضه وقيل لا يكتبان الا ما فيه اجر او وزر وقيل ان الملكين لا يجتنبانه الا عند الغائط ولاجماع لما ذكر انكارهم البعث واحتج عليهم بقدرته وعلمه اعلمهم ان ما انكروه هم لا قوة عن قريب عند موتهم وعند قيام الساعة ونبه على اقتراب ذلك بان عبر عنه بلفظ الماضى هو قوله وجاءت سكرة الموت اى شدته الذاهبة بالفعل ملتبسة بالحق اى بحقيقة الامر او بالحكمة ذلك ما كنت عنه الاشار الى الموت والخطاب للانسان في قوله ولقد خلقنا الانسان على طريق الالتفات محيد تنفرد وتهرب ونفخ في الصور يعنى نفخة البعث ذلك يوم الوعيد اى وقت ذلك يوم الوعيد على حذف المضاف الاشارة الى مصدر نفخ وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد اى ملكن احدها يسوقه الى المحشر والاخر يشهد عليه بعمله ومحل معها سائق النصب على الحال من كل لتعرفة بالاضافة الى ما هو في حكم المعرفة لقد كنت اى يقال لها لقد كنت في غفلة من هذا النازل بك اليوم فكشفنا عنك غطاءك اى فأنزلنا غفلتك بما تشاهد فبصرك اليوم حديد جعلت الغلة كانها غطاء غطى به جسده كله او غشاوة غطى بها عينيه فهو لا يبصر شيئا فاذا كان يوم القيامة تيقظ وزالت عنه الغفلة وغطاؤها فيبصر ما لم يبصره من الحق ورجع بصره الكليل عن الابصار لغفلته حديدا لتيقظه وقا قرينه الجمهور على انه الملك الكاتب الشهيد عليه هذا اى ديوان عمله مجاهد شيطانه الذى قيض له في قوله نقيض له شيطانا فهو له قرين هذا اى الذى وكلت به مالدى عتيد هذا مبتدأوما فكرة بمعنى شىء والظرف بعده وصف له وكذلك عيد وما وصفتها خبر هذا والتقدير هذا شىء ثابت