الذكرى تنفع المؤمنين بان تزيد فى عملهم وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون العبادة ان حملت على حقيقتها فلا تكون الآية عامة بل المراد بها المؤمنون من الفريقين دليلة لاسياق اعنى وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين وقراءة ابن عباس رضى الله عنهما وما خلقت الجن والانس من لمؤمنين وهذا لانه لا يجوز ان يخلق الذين علم منهم انهم لا يؤمنون للعبادة لانه اذا خلقهم للعبادة واراد منهم العبادة فلا بد ان توجد منه فاذا لم يؤمنوا علم انه خلقهم لجهنم كما قال ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والانس وقيل الا لآمرهم بالعبادة وهو منقول عن على رضى الله عنه وقيل الا ليكونوا عباد الى والوجه ان تحمل العبادة على التوحيد فقد قال ابن عباس رضى الله عنهما كل عبادة في القرآن فهى توحيد والكل يوحدونه في الآخرة لما عرف ان الكفار وكلهم مؤمنون موحدون في الآخرة دليله قوله ثم لم تكن فتنتهم الا ان قالوا والله ربنا ما كنا مشركين نعم قد اشرك البعض في الدنيا لكن مدة الدنيا بالاضافة الى الابد اقل من يوم ومن اشترى غلاما وقال ما اششتريته الا للكتابة كان صادقا في قوله ما اشتريته الا للكتابة وان استعمله في يوم من عمره لعلم آخر ماأريد منهم من رزق ما خلقتهم ليزقوا انفسهم او واحد من عبادى وما أريد ان يطعمون قال ثعلب ان يطمعوا عبادى وهى اضافة تخصيص كفوله عليه السلام خبرا عن الله تعالى من اكرم مؤمنا فقد اكرمنى ومن آذى مؤمنا فقد آذانى إن الله هو الرازق ذو القوة المتين الشديد القوة والمتين بالرفع صفة لذو وقرأ الأعمش بالجر صفة للقوة على تأويل الاقتدار فان الذين ظلموا رسول الله بالتكذيب من اهل مكة ذنوبا مثل ذنوب اصحابهم نصيبا من عذاب الله مثل نصيب اصحابهم ونظرائهم من القرون المهلكة قال الزجاج الذنوب في اللغة النصيب فلا يستعجلون نزول العذاب وهذا جواب النضر واصابه حين استعجلوا العذاب فويل للذين كفروا من يومهم الذى كانوا يوعدون اى من يوم القيامة وقيل من يوم بدر ليعبدونى ان يطعمونى فلا يستعجلونى بالياء في الحالين يعقوب وافق سهل في الوصل الباقون بغير باء والله اعلم