إباه ليعلم انه انما خلقه الدين وليحيط علما بوحيه وكتبه وقدم ما خلق الانسان من اجله عليه ثم ذكر ما تميز به من سائر الحيوان من البيان وهو المنطق الفصيح العرب عما في الضمير والرحمن مبتدا وهذه الافعال مع ضمائرها اخبار مترادفة واخلاؤها من العاطف لمجيئها على نمط التعديد كما تقول زيد اغناك بعد فقر اعزك بعد ذك كثرك بعد قلة فع بك مالم يفعل احد بأحد فما تنكر من احسانه الشمس والقمر بحسبان بحساب معلوم وتقدير سوى يجريان في بروجهما ومنازلهما وفى ذلك منافع للناس منها علم السنين والحساب والنجم النبات الذى ينجم من الارض لا ساق له كالبقول والشجر الذى له ساق وقيل النجم السماء يسجدان ينقادان لله تعالى فيما خلفا له تشبيها بالساجد من المكلفين في انقياده واتصلت هاتان الجملتان بالرحمن بالوصل المعنوى لما علم ان الحسبان حسبانه والسجود له لا لغيره كانه قيل الشمس والقمر بحسبانه والنجم والشجر يسجدان له ولم يذكر العاطف في الجمل الاول ثم جىء به بعد لان الاول وردت على سبيل التعداد تبكيتا لمن انكر لأءه كما يبكت منكر ايادى المنعم لعيه من الناس بتعديدها عليه في المثال المذكور ثم رد الكلام الى منهاجه بعد التبكيت في وصل ما يجب وله للتناسب والتقارب بالعطف وبيان التناسب ان الشمس والقمر سماويان والنجم والشجر ارضيان فبين القبيلين تناسب من حيث التقابل وان السماء والارض لا تزالان تذكر ان قرنيتن وان تجرى الشمس والقمر بحسبان من جنس الانقياد لامر الله فهو مناسب لسجود النجم ولاشجر والسماء ورفعها خلقها مرفوعة ومسموكة حيث جعلها منشأ احكامه ومصدر قضاياه ومسكن ملائكته الذين يهبطون بالوحى على انبيئه ونبه بذلك على كبرياء شأنه وملكه وسلطانه ووضع الميزان اى كل ما توزن به الاشياء تعرف مقاديرها من ميزان وقرسطون ومكيال ومقياس اى خلفه موضوعا على الارض حيث علق به احكام المفسرة واقيما الوزن بالقسط وقوموا وزنكم بالعدل ألا تطغوا في الميزان لئلا تطغوا أو هى ان المفسرة وأقيموا الوزن بالقسط وقوموا وزنكم بالعدل ولا تخسروا الميزان ولا تنقصوه امر بالتسوية ونهى عن الطغيل الذى هو اعتداء وزيادة عن الخسران الذى هو تطفيف ونقصان وكرر لفظ الميزان تشديدا للتوصية به وتقوية للامر باستعماله والحث عليه والأرض وضعها خفضها مدحورة على الماء للأنام للخلق وهو كل ما على ظهر الارض من دابة وعن الحسن الانس والجن فهى كالمهاد لهم يتصرفون فوقها فيها فاكهة ضروب مما يتفكه به والنحل ذاب الاكمام هى اوعية التمر الواحد كم بكسر الكاف او كل ما يكم اى يغطى من ليفه وسعفه وكفره وكله منتفع به كماينتفع بالكوم من ثمره وجمارة وجذوعة والحب ذو العصف هو ورق الزرع او التين