الهيم الماء أمر عجيب ايضا وكانتا صفتين مختلفتين هذا نزلهم هو الرزق الذي يعد للنازل تكرمة له يوم الدين يوم الجزاء نحن خلقناكم فلولا فهلا تصدقون تخصيص على التصديق اما بالخلق لأنهم وان كانوا مصدقين به إلا انه لما كان مذهبهم خلاف ما يقتضيه التصديق فكاتهم مكذبون به واما البعث لأن من خلق اولا لم يمتنع عليه ان يخلق ثانيا أفرأيتم ما تمنون ما تمنونه أي تقذفونه في الارحام من النطف أأنتم تخلقونه تقدرونه وتصورونه وتجعلونه بشرا سويا أم نحن الخالقون ونحن قدرنا بينكم الموت تقدير اقسمناه عليكم قسمة الارزاق على اختلاف وتفاوت كما تقتضيه مشيئتنا فاختلفت اعماركم من قصير وطويل ومتوسط قدرنا بالخفيف مكي سبقته بالشيء اذا اعجزته عنه وغلبته فمعنى قوله وما نحن بمسبوقين على أن نبدل أمثالكم انا قادرون على ذلك لا تغلبونا عليه وامثالكم جمع مثل أي على أن نبدل منكم ومكانكم أشباهكم من الخلق وننشئكم فيما لا تعلمون وعلى أن ننشئكم في خلق لا تعلمونها وما عهدتم بمثلها يعني انا نقدر على الأمرين جميعا على خلق ما يماثلكم ومالا يماثلكم ومالا يماثلكم فكيف نعجز عن اعادتكم ويجوز ان يكون امثالكم جمع مثل أي على ان نبدل ونغير صفاتكم التي أنتم عليها في خلقكم وأخلاقكم وننشئكم في صفات لا تعلمونها ولقد علمتم النشأة الأولى النشأ مكي وأبو عمرو فلولا تذكرون ان من قدر على شيء مرة لم يمتنع عليه ثانيا وفيه دليل صحة القياس حيث جهلهم في ترك قياس النشأة الاخرى على الأولى أفرأيتم ما تحرثون ما تحرثونه من الطعام أي تثيرون الأرض وتلقون فيها البذر أأنتم تزرعونه تنبتونه وتردونه نباتا أم نحن الزارعون المنبتون وفي الحديث لا يقولون أحدكم زرعت وليقل حرثت لو نشاء لجعلناه حطاما هشيما متكسرا قبل إدراكه فظلتم تفكهون تعجبون أو تندمون على تعبكم فيه وانفاقكم عليه أو على ما اقترفتم من المعاصي التي أصبتم بذلك من أجلها انا أي تقولون انا أئتنا أبو بكر لمغرمون لملزمون غرامة ما انفقنا أو مهلكون لهلاك رزقنا من الغرام وهو الهلاك بل نحن قوم محرومون محارفون لا مجدودون لا حظ لنا ولا بخت لنا ولو كنا مجدودين لما جرى علينا هذا أفرأيتم الماء الذي تشربون أي الماء العذب الصالح للشرب