فلذلك أقسم بمواقعها واستعظم ذلك بقوله وانه لقسم لو تعلمون عظيم وهو اعتراض في اعتراض لأنه اعترض به بين القسم والمقسم عليه وهو قوله إنه لقرآن كريم حسن مرضى أو نفاع جم المنافع أوكريم على الله واعترض بلو تعلمون بين الموصوف وصفته في كتاب أي اللوح المحفوظ مكنون مصون عن أن يأتيه الباطل أو من غير المقربين من الملائكة لا يطلع عليه من سواهم لا يمسه الا المطهرون من جميع الادناس ادناس الذنوب وغيرها ان جعلت الجملة صفة لكتاب مكنون وهو اللوح وان جعلها صفة للقرآن فالمعنى لا ينبغي أن يمسه الا من هو على الطهارة من الناس والمراد مس المكتوب منه تنزيل صفة رابعة للقرآن أي منزل من رب العالمين أو وصف بالمصدر لأنه نزل نجوما من بين سائر كتب الله فكانه في نفسه تنزيل ولذلك جرى مجرى بعض اسمائه فقيل جاء في التنزيل كذا ونطق به لتنزيل أو هو تنزيل على حذف المبتدأ أفبهذا الحديث أي القرآن انتم مدهنون متهاونون به كمن يدهن في بعض الامراى يلين جانبه ولا يتصلب فيه تهاونا به وتجعلون رزقكم انكم تكذبون أي تجعلون شكررزقكم التكذيب أي وضعتم التكذيب موضع الشكر وفي قراءة علي رضي وهي قراءة رسول الله صلى الله عليه و سلم وتجعلون شكركم انكم تكذبون أي تجعلون شكركم لنعمة القرآن انكم تكذبن به وقيل نزلت في الانواء ونسبتم السقيا اليها والرزق المطر أي وتجعلون شكر ما يرزقكم الله من الغيث انكم تكذبون بكونه من الله حيث تلسبونه إلى النجوم فلولا اذا بلغت النفس أي الروح عند الموت الحلقوم ممر الطعام والشراب وانتم حينئذ لا تبصرون لاتعقلون ولا تعلمون فلولا ان كنتم غير مدينين مربوبين من دان السلطان الرعية اذاساسهم ترجعونها تردون النفس وهي الروح الى الجسد بعد بلوغ الحلقوم إن كنتم صادقين انكم غير مربوبين مقهورين فلولا في الآيتين للتحضيض يستدعى فعلا وذا قوله ترجعونها واكتفى بذكره مرة وترتيب الآية فلولا في ترجعونها اذا بلغت الحلقوم ان كنتم غير مدينين وفلولا الثانية مكررة للتأكيد ونحن أقرب اليه منكم يا أهل الميت بقدرتنا وعلمنا أو بملائكة المت والمعنى انكم في جحودكم آيات الله في كل شيء أن نزل عليكم كتابا معجزا قلتم سحر وافتراء ون ارسل اليكم رسولا صادقا قلتم ساحر كذاب وان رزقكم مطرا عليكم


الصفحة التالية
Icon