باطنه باطن السور أو الباب وهو الشق الذي يلي الجنة أي النور او الجنة وظاهره ما ظهر لأهل النار من قبله من عنده ومن جهته العذاب أي الظلمة والنار ينادونهم أي ينادي المنافقون المؤمنين الم نكن معكم يريدون مرافقتهم في الظاهر قالوا أي المؤمنون بلى ولكنكم فتنم انفسكم محنتموها بالنفاق واهلكتموها وتربصتم بالمؤمنين الدوائر وارتبتم وشككتم في التوحيد وغرتكم الاماني طول الآمال والطمع في امتداد الاعمار حتى جاء امر الله أي الموت وغركم بالله الغرور وغركم الشيطان بأن الله عفو كريم لا يعذبكم أو بأنه لا بعث ولا حساب فاليوم لا يؤخذ وبالتاء شامي منكم أيها المنافقون فدية ما يفتدى به ولا من الذين كفرا مأواكم النار مرجعكم هي مولاكم هي أولى بكم والحقيقة مولاكم محراكم أي مكانكم الذي يقال فيه هو أولى بكم كما يقال هو مثن للكرم أي مكان لقول القائل انه لكريم وبئس المصير النار ألم يأن من أني الامر يأنى اذا جاءه انها أي وقته قيل كانوا مجدبين بمكة فلما هاجروا اصابوا الرزق والنعمة ففتروا عما كانوا عليه فنزلت وعن مسعود رضي الله عنه ما كان بين اسلامنا وبين أن عوتبنا بهذه الآية الا اربع سنين وعن ابي بكر رضي الله عنه ان هذه الآية قرئت بين يديه وعنده قوم من اهل اليمامية فبكوا بكاء شديدا فنظر اليهم فقال هكذا كنا حتى قست القلوب للذين آمنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق القرآن لأنه جامع للامرين للذكر والموعظة وانه حق نازل من السماء ولا يكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل القراءة بالياء عطف على تخشع وبالتاء ورش على الالتفات ويجوز ان يكون نهيا لهم عن مماثلة اهل الكتاب في قسوة القلوب بعد ان وبخوا ذلك بنى اسرائيل كان الحق يحول بينهم وبين شهواتهم واذا سمعوا التوراة والإنجيل خشعوا لله ورقت قلوبهم فلما طال عليهم الزمان غلبهم الجفاء والقسوة واختلفوا احدثوا ما احدثوا من التحريف وغيره فطال عليهم الامد الأجل والزمان فقست قولوبهم


الصفحة التالية
Icon