حسدا مما أعطي المهاجرون من الفيء حيث خصهم النبي صلى الله عليه و سلم به وقيل٤ لا يجدون في صدورهم من حاجة من فقد ما أوتوا فحذف المضافان ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة فقر وأصلها خصاص البيت وهى فروجه والجملة في موضع الحال أي مفروضة خصاصتهم روى أنه نزل برجل منهم ضيف فنوم الصبية وقرب الطعام وأطفأ المصباح ليشبع ضيفه ولا يأكل هو وعن أنس أهدى لبعضهم رأس مشوي وهو مجهود فوجهه إلى جاره فتداولته تسعة أنفس حق عاد إلى الأول أبو زيد قال لي شاب من أهل بلخ با الزهد عندكم قلت إذا وجدنا أكلنا وإذا فقدنا صبرنا فقال هكذا عندنا كلاب بلخ بل إذا فقدنا صبرنا وإذا وجدنا أثارنا ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون الظافرون بما أرادوا والشح أكل اللؤم وأن تكون نفس الرجل كزة حريصه على المنع وأما البخل فهو المنع نفسه وقيل الشح أكل مال أخيك ظلما والبخل منع مالك وعن كسرى الشح أضر من الفقر لآن الفقير يتسع إذا وجد بخلاف الشحيح والذين جاءوا من بعدهم عطف أيضا على المهاجرين وهم الذين هاجروا من بعد وقيل التابعون باحسان وقيل من بعدهم إلى يوم القيامة قال عمر رضى الله عنه دخل في هذا الفيء كل من هو مولود إلى يوم القيامة في الإسلام فجعل الواو للعطف فيهما وقرئ للذين فيهما يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان قيل هم المهاجرين والأنصار عائشة رضى الله عنها أمروا بأن يستغفروا لهم فسبوهم ولا تجعل في قلوبنا غلا حقدا للذين أمنوا يعنى الصحابة ربنا انك رؤوف رحيم وقيل لسعيد بن أبى المسيب ما تقول في عثمان وطلحة والزبير قال أقول ما قولنيه الله وتلى هذه الأية ثم عجب نبيه بقوله ألم تر إلى الذين نافقوا أي ألم تر يا محمد إلى عبد الله بن أبي واشياعه يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب يعنى بنى النضير والمراد اخوة الكفر لئن أخرجتهم من دياركم لنخرجن معكم روى ابن أبي وأصحابه دسوا إلى بنى النضير حين حاصرهم النبي صلى الله عليه و سلم لا تخرجوا من الحصن فان قاتلوكم فنحن معكم لا نخذلكم ولئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم في قتالكم أحدا أبدا من رسول الله والمسلمين إن حملنا عليه أو في خذلانكم واخلاف ما وعدناكم من النصرة وان قوتلتم لننصرنكم والله يشهد انهم الكاذبون في مواعيدهم لليهود وفيه دليل على صحة النبوة لأنه أخبار بالغيب لئن اخرجوا