الصافات ١٠٢ - ٩٠
كذا فتولوا فأعرضوا عنه مدبرين أى مولين الأدبار فراغ إلى آلهتهم فمال إليهم سرا فقال استهزاء ألا تأكلون وكان عندها طعام مالكم لا تنطقون والجمع بالواو والنون لما أنه خاطبها خطاب من يعقل فراغ عليهم ضربا فأقبل عليهم مستخفيا كانه قال فضربهم ضربا لأن راغ عليهم بمعنى ضربهم أو فراغ عليهم يضربهم ضربا أى ضاربا باليمين أى ضربا شديدا بالقوة لأن اليمين أقوى الجارحتين وأشدهما أو بالقوة والمتانة أو بسبب الحلف الذى سبق منه وهو قوله تالله لأكيدن أصنامكم فأقبلوا إليه إلى إبراهيم يزفون يسرعون من الزفيف وهو الاسراع يزفون حمزة من أزف إذا دخل فى الزفيف إزفافا فكأنه قد رآه بعضهم يكسرها وبعضهم لم يره فأقبل من رآه مسرعا نحوه ثم جاء من لم يره يكسرها فقال لمن رآه من فعل هذا بآلهتنا انه لمن الظالمين فأجابوه على سبيل التعريض بقولهم سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم ثم قالوا بأجمعهم نحن نعبدها وأنت تكسرها فأجابهم بقوله قال أتعبدون ما تنحتون بأيديكم والله خلقكم وما تعملون وخلق ما تعملونه من الأصنام أو ما مصدرية أى وخلق أعمالكم وهو دليلنا فى خلق الأفعال أى الله خالقكم وخالق أعمالكم فلم تعبدون غيره قالوا ابنوا له أى لأجله بنيانا من الحجر طوله ثلاثون ذراعا وعرضه عشرون ذراعا فالقوه فى الجحيم فى النار الشديدة وقيل كل نار بعضها فوق بعض فهى جحيم فأرادوا به كيدا بالقائه فى النار فجعلناهم الأسفلين المقهورين عند الالقاء فخرج من النار وقال إنى ذاهب إلى ربى إلى موضع أمرنى بالذهاب إليه سيهدين سيرشدنى إلى ما فيه صلاحى فى دينى ويعصمنى ويوفقنى سيهدينى فيهما يعقوب رب هب لى من الصالحين بعض الصالحين يريد الولد لأن لفظ الهبة غلب فى الولد فبشرناه بغلام حليم انطوت البشارة على ثلاث على أن الولد غلام ذكر وأنه يبلغ أوان الحلم لأن الصبى لا يوصف بالحلم وأنه يكون حليما وأى حلم أعظم من حلمه حين عرض عليه أبوه الذبح فقال ستجدنى إن شاء الله من الصابرين ثم استسلم لذلك فلما بلغ معه السعى بلغ أن يسعى مع أبيه فى أشغاله وحوائجه ومعه لا يتعلق مبلغ لاقتضائه بلوغهما معا حد السعى ولا بالسعى لان صلة المصدر لا تتقدم عليه فبقى أن يكون بيانا كأنه لما قال فلما بلغ السعى أى الحد الذى يقدر فيه على السعى قبل مع من قال مع أبيه وكان إذ ذاك ابن ثلاث عشرة سنة قال يا بنى حفص والباقون بكسر الياء انى أرى فى المنام أنى أذبحك وبفتح الياء فيهما حجازى وأبو عمرو قيل له فى المنام اذبح