ختم السورة بما بدأ به قيل هم المشركون قد يئسوا من الآخرة من ثوابها لأنهم ينكرون البعث كما يئس الكفار أي يئسوا الا انه وضع الظاهر موضع الضمير من أصحب القبور ان يرجعوا اليه أو كما يئس أسلافهم الذين هم في القبور من الآخرة أي هؤلاء كسلفهم وقيل هم اليهود آي لا تتولوا قوما مغضوبا عليهم قد يئسوا من أن يكون لهم حظ في الآخرة لعنادهم رسول الله صلى الله عليه و سلم وهم يعلمون أنه الرسول في التوراة كما يئس الكفار من موتاهم أن يبعثوا ويرجعوا أحياء وقيل من اصحاب القبور بيان للكفار أي كما يئس الكفار الذين قبروا من خير الآخرة لأنهم تبينوا قبح حالهم وسوء منقلبهم والله اعلم
سورة الصف مدنية وهي أربع عشرة آية

بسم الله الرحمن الرحيم

سبح لله ما في السموات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم روى أنهم قالوا قبل أن يؤمروا بالجهاد لو نعلم أحب الاعمال إلى الله لعملناه فنزلت آية الجهاد فتباطأ بعضهم فنزلت يا أيها الذين آمنوا لم تقولن ما لا تفعلون لم هي لام الاضافة داخلة على ما الاستفهامية كما دخل عليها غيرها من حروف الجر في قولكم بم وفيهم ومم وعم والام وعلام وانما حذفت الالف لأنما واللام أو غيراه كشيء واحد وهو كثير الاستعمال في كلام المستفهم وقد جاء استعمال الاصل قليلا قال على ما قام يشتمني جرير والوقف على زيادة هاء السكت أو الاسكان ومن أسكن في الوصل فلا جرائه مجرى الوقف والوقف على زيادة هاء السكت أو الاسكان ومن أسكن في الوصل فلاجرائه مجرى الوقف كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون قصد في كبر التعجب من غير لفظه كقوله غلت ناب كليب بواؤها ومعنى التعجب تعظيم الامر في قلوب السامعين لان التعجب لا يكون الا من شيء خارج عن نظائره واسند إلى أن تقولوا ونصب مقتا على التمييز وفيه دلالة على أن قولهم ملا يفعلون مقت خالص لا شوب فيه والمعنى كبر قولكم مالا تفعلون مقتا عند الله واختير لفظ المقت لانه اشد البغض وعن بعض السلف أنه قيل له حدثنا فقال أتأمرونني أن أقول ما لا أفعل فاستعجل مقت الله ثم أعلم الله عز و جل ما يحبه فقال ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا أي صافين انفسهم


الصفحة التالية
Icon