ومن صلح من المؤمنين أي كل من آمن وعمل صالحا وقيل من برئ من النفاق وقيل الصحابة وقبل واحد أريد به الجمع كقولك لا يفعل هذا الصالح من الناس تريد الجنس وقيل اصله صالحوا المؤمنين فحذفت الواو من الخط موافقة للفظ والملائكة على تكاثر عددهم بعد ذلك بعد نصرة الله وجبريل وصالحي المؤمنين ظهير فوج مظاهر له فما يبلغ بعد ذلك تعظيما لنصرتهم ومظاهرتهم عسى ربه أن طلقكن ان يبدله يبدله مني وابو عمرو فالتشديد للكثرة أزواجا خيرا منكن فان قلت كيف تكون المبدلات خيرا منها ولم يكن على وجه الأرض نساء خير من أمهات المؤمنين قلت إذا طلقهن رسول الله صلى الله عليه و سلم لايذائهن إياه لم يبقين على تلك الصفة وكان غيرهم من الموصوفات بهذه الأوصاف خيرا منهن مسلمات مؤمنات مقرات مخلصات قاتنات مطيعا فالقنوت هو القيام بطاعة الله وطاعة الله في طاعة رسوله تائبات من الذنوب أو راجعات إلى الله وإلى أمر رسوله عابدات لله سائحات مهاجرات أو صائمات وقيل للصائم سائح لأن سائح لا زاد معه فلا يزال ممسكا إلى أن يجد ما يطعمه فشبه به الصائم في أمساكه إلى ان يجئ وقت إفطاره ثيبات وابكارا إنما وسط العاطف بين الثيبات والابكاردون سائر الصفات لأنهما صفتان متنافيتان بخلاف سائر الصفات يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم بترك المعاصي وفعل الطاعات وأهليكم بان تأخذوهم بما تأخذون به أنفسكم نارا وقودها الناس والحجارة نوعا من النار لا تتقد إلا بالناس والحجارة كما يتقد غيرها من النيران بالحطب عليها بلى أمرها وتعذيب أهلها ملائكة يعني الزبانية التسعة عشر واعوانهم غلاظ شداد في اجرامهم غلظة وشدة أو غلاظ الأقوال شداد الأفعال لا يعصون الله في موضع الرفع على النعت ما أمرهم في محل النصب على البدل أي لا يعصون ما أمر الله أي أمره كقوله افعصيت أمري أولا يعصونه فيما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون وليست الجملتان في معنى واحد إذ معنى الأولى انهم يتقبلون أوامره ويلتزمونها ومعنى الثانية أنهم يؤدون ما يؤمرون به ولا يتثاقلون عليه ولا يتوانون فيه يا أيها الذين كفرا لا تعتذروا اليوم انما تجزون ما كنتم تعملون في الدنيا أي يقال لهم ذلك عند دخولهم النار لا تعتذروا لأنه لا عذر لكم أو لانه لا ينفعكم الاعتذار يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا


الصفحة التالية
Icon