جمع طائر فوقهم في الهواء صافات باسطات أجنحتهن في الجو عند طيرانهن ويقبضن ويضممنها إذا ضربن بها جنوبهن ويقبضن معطوف على اسم الفاعل حملا على المعنى أي يصففن ويقبضن أو صافات وقابضات واختيار هذا التركيب باعتبار أن اصل الطيران هو صف الأجنحة لأن الطيران في الهواء كالسباحة في الماء والهواء للطائر كالماء للسابح والأصل في السباحة مد الأطراف وبسطها وأما القبض فطارئ على البسط للاستظهار به على التحرك فجئ بما هو طارئ بلفظ الفعل على معنى أنهن صافات ويكون منهن القبض تارة بعد تارة كما يكون من السابح ما يمسكهن عن الوقوع عند القبض والبسط إلا الرحمن بقدرته وإلا فالثقيل طبعا حالا ولا يعلوا وكذا لو أمسك حفظه تدبيره عن العالم لتهافتت الأفلاك وما يمسكهن مستأنف وان جعل حالا من الضمير في يقبضن يجوز إنه بكل شيء بصير يعلم كيف يخلق وكيف يدبر العجائب أمن مبتدأ خبره هذا ويدل من هذا الذي هو جند لكم ومحل ينصركم من دون الرحمن رفع نعت لجند محمول على اللفظ والمعنى من المشار إليه بالنصر غير الله تعالى ان الكافرون إلا في غرور أي ماهم إلا في غرور امن هذ الذى يرزقكم أن أمسك رزقه أم من يشار إليه ويقال هذا الذي يرزقكم إن أمسك رزقه وهذا على التقدير ويجوز أن يكون إشارة إلى جميع الأوثان لاعتقادهم أنهم يحفظون من النوائب ويرزقون ببركة آلهتهم فكأنهم الجند الناصر والرازق فلما لم يتعظون اضرب عنهم فقال بل لجوا تمادوا في عتو استكبارا عن الحق ونفور وشراد عنه لثقله عليهم فلم يتبعوه ثم ضرب مثلا للكافرين والمؤمنين فقال أفمن يمشي مكبا على وجهه أي ساقطا على وجهه يعثر كل ساعة ويمشي معتسفا وخير من أهدى أرشد وأكب مطاوع كبه يقال كببته فاكب أمن يمشي سويا مستويا منتصبا سالما من العثور والخرور على صراط مستقيم على طريق مستو وخبر من محذوف لدلالة اهدى عليه وعن الكلبي عني بالمكبأبو جهل وبالسوي النبي عليه السلام قل هو الذي أنشأكم خلقكم ابتداء وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة خصها لأنها آلات العلم قليلا ما تشكرون هذه النعم لأنكم تشركون بالله ولا تخلصون له العبادة والمعنى تشكرون شكرا قليلا وما زائدة وقيل القلة عبارة عن العدم قل هو الذي ذراكم خلقكم في الأرض وإليه تحشرون