لولا أن الله أنعم عليه بإجابة دعائه وقبول عذره لنبذ من بطن الحوت بالعراء بالفضاء وهو مذموم معاتب بزلته لكنه رحم فنبذ غير مذموم فاجتباه ربه اصطفاه لدعائه وعذره فجعله من الصالحين من المستكملين لصفات الصلاح ولم يبق له زلة وقيل من الانبياء وقيل من المرسلين والوجه هو الأول لانه كان مرسلا ونبيا قبله لقوله تعالى وان يونس لمن المرسلمين إذ أبق إلى الفلك المشحون الآيات وان يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم وبفتح الياء مدني ان مخففة من الثقيلة واللام علمها زلقه وازلقه ازاله عن مكانك أو يهلكوك لشدة حنقهم عليك وكانت العين في بني أسد فكان الرجل منهم يتجوع ثلاثة أيام فلايمر به شيء فيقول فيه لم أر كاليوم مثله إلا هلك فأريد بعض العيانين على أن يقول في رسول الله مثل ذلك فقال لم أر كاليوم مثله رجلا فعصمه الله من ذلك وفي الحديث العين حق وان العين لتدخل الجمل القدر والرجل القبر وعن الحسن رقية العين هذه الآية لما سمعوا الذكر القرآن ويقولون حسدا على ما أوتيت من النبوة إنه لمجنون أن محمدا لمجنون حيرة في أمرة وتنفيرا عنه وما هو أي القرآن الا ذكر وعظ للعالمين للجن والإنس يعني أنهم جننوه لأجل القرآن وما القرآن إلا موعظة للعالمين فكيف يجنن من جاء بمثله وقيل لما سمعوا الذكر أي ذكره عليه السلام وما هو أي محمد عليه السلام إلا ذكر شرف العالمين فكيف ينسب إليه الجنون والله اعلم
سورة الحاقة احدى وخمسون آية مكية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحاقة الساعة الواجبة الوقوع الثابتة المجئ التي هي آتيه لا ريب فيها من حق بحق بالكسر أي وجب ما الحاقة مبتدأ وخبر وهما خبر الحاقة والأصل الحاقة ما هي أي شيء هي تفخيما لشأنها وتعظيما لهو لها أي سقها أن يستفهم عنها لعظمها فوضع الظاهر موضع الضمير لزيادة التهويل وما أدراك وأي شيء أعلمك ما الحاقة يعني أنك لا علم لك بكنهها ومدى عظمها لأنه من العظم والشدة بحيث لا تبلغه دراية المخلوقين وما هي بالابتداء وإدراك الخبر والجملة بعه في موضع نصب لأنها مفعول ثان لأدري كذبت ثمود وعاد


الصفحة التالية
Icon