من الفسل والنون زائدة وأريد به هنا ما يسيل من أبدانهم من الصديد والدم لا يأكله إلا الحاطئون للكافرون أصحاب الخطايا وخطىء الرجل إذا تعمد الذنب فلا أقسم بما تبصرون من الاجسام والآرض والسماء وما لا تبصرون من الملائكة والآرواح فالحاصل أنه أقسم بجميع الآشياء إنه أى أن القرأن لقوله رسول كريم أى محمد صلى الله عليه و سلم أو جبريل عليه السلام أى بقوله ويتكلم به على وجه الرسالة من عند الله وما هو بقول شاعر كما تدعون قليلا ما تؤمنون ولا بقول كاهن كا تقولون قليلا ما تذكرون وبالياء فيهما مكى وشامى ويعقوب وسهل وبتخفيف الذال كوفى غير أبي بكر والقلة فى معنى العدم يقال هذه أرض قلما تنبت أى لا تنبت أصلا والمعنى لا تؤمنون ولا تذكرون البتة تنزيل هو تنزيل بيانا لآنه قول رسول نزل عليه من رب العالمين ولو تقول علينا بعض الآقاويل ولو ادعى علينا شيئا لم نفعله لآحذنا منه باليمين لقتلناه صبرا كما يفعل الملوك بمن يتكذب عليهم معاجلة بالسخط والانتقام فصور قتل الصبر بصورته ليكون أهول وهو أن يأخذ بيده وتضرب رقبته وخص اليمين لآن القتال إذا أراد أن يوقع الضرب فى قفاه أخذ بيسار وإذا أراد أن يوقعه فى جيده وأن يكفحه بالسيف وهو أشد على المصور لنظره إلى السيف أخذ بيمينه ومعنى لآخذنا منه باليمين لآخذنا بيمينه وكذا ثم لقطعنا منه الوتين لقطعنا وتينه وهو نياط القلب إذا قطع مات صاحبه فما منكم الخطاب للناس أو للمسلمين من أحد من زائدة عنه عن قتل محمد وجمع حاجزين وإن كان وصف أحد لآنه فى معنى الجماعة ومنه قوله تعالى لانفرق بين أحد من رسله وانه وأن القرآن لتذكرة لعظة للمتقين وإنا لنعلم أن منكم مكذبين وانه وان القرآن لحسرة على الكافرين به المكذبين له إذا رأوا ثواب المصدقين به وإنه وان القرآن لحق اليقين لعين اليقين ومحض اليقين فسبح باسم ربك العظيم فسبح الله بذكر اسمه العظيم وهو قوله سبحان الله


الصفحة التالية
Icon