منفصمة من لا وتقديره أن لا أبلغ بلاغا أي ان لم أبلغ لم أجد من دونه ملتجأ ولا مجيرا إلى كقولك أن لاقيا فقعودا والبلاغ في هذه الوجوه بمعنى التبليغ ورسالاته عطف على بلاغا كأنه قيل لا أملك لكم إلا التبليغ والرسالات الا أن ابلغ عن الله فأقول قال الله كذا ناسبا لقوله اليه وان ابلغ رسالته التي أرسلني بها بلا زيادة ونقصان ومن ليست بصلة للتبليغ لأنه يقال بلغ عنه انما هي بمنزلة من في براءة من الله أي بلاغا كائنامن الله ومن يعص الله ورسوله في ترك القبول لما أنزل على الرسول لانه ذكر على أثر تبليغ الرسالة فإن له نار جهنم خالدين فيها ابدا وحد في قوله له وجمع في خالدين للفظ ومن معناه حتى يتعلق بمحذوف دلت عليه الحال كانه قيل لا يزالون على ما هم عليه حتى إذا رأوا ما يوعدون من العذاب أم يجعل له ربي وبفتح الياء حجازي وابو عمرو أمدا غاية بعيدة يعني انكم تعذبون قطعا ولكن لا أدري أهو حال أم مؤجل عالم الغيب هو خبر مبتدأ أي هو عالم الغيب فلا يظهر فلا يطلع على غيبه أحدا من خلقه الا من ارتضى من رسول إلا رسولا قد ارتضاه لعلم بعض الغيب ليكون اخباره عن الغيب معجزة له فإنه يطلعه على غيبه ما شاء ومن رسول بيان لمن ارتضى والوي إذا أخبر بشيء فظهر فهو غير جازم عليه ولكنه اخبر بناء على رؤياه أو بالفراسة على أن كل كرامة للولي فهي معجزة للرسول وذكر في التأويلات قال بعضهم في هذه الآية دلالة تكذيب المنجمة وليس كذلك فإن فيهم من يصدق خبره وكذلك المتطيبة يعرفون طبائع النبات وذا لا يعرف بالتأمل فعلم بأنهم وقفوا علىعلمه من جهة رسول انقطع أثره وبقي علمه في الخلق فإنه يسلك يدخل من بين يديه يدي الرسول ومن خلفه رصدا حفظه من الملائكة يحفظونه من الشياطين ويعصمونه من وساوسهم وتخاليطهم حتى يبلغ الوحي ليعلم الله ان قد أبلغوا أي الرسل رسالات ربهم كاملة بلا زيادة ولا نقصان إلى المرسل اليهم أي ليعلم الله ذلك موجودا حال وجوده كما كان يعلم ذلك قبل وجوده أنه يوجد وحد الضمير في من بين يديه للفظ من وجمع في أبلغوا لمعناه وأحاط الله بما لديهم بما عند الرسل من العلم وأحصى كل شيء عددا


الصفحة التالية
Icon