الصافات ١٦٣ - ١٤٨
حين فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون إلى حين إلى منتهى آجالهم فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون معطوف على مثله فى أول السورة أى على فاستفتهم أهم أشد خلقا وإن تباعدت بينهما المسافة أمر رسول الله باستفتاء قريش عن وجه انكار البعث أولا ثم ساق الكلام موصولا بعضه ببعض ثم أمره باستفتائهم عن وجه القسمة الضيزى التى قسموها حيث جعلوا لله تعالى الأناث ولأنفسهم الذكور في قولهم الملائكة بنات الله مع كراهتهم الشديدة لهن ووأدهم واستنكافهم من ذكرهن أم خلقنا الملائكة اناثاوهم شاهدون حاضرون تخصيص علمهم بالمشاهدة استهزاء بهم وتجهيل لهم لأنهم كما لم يعلموا ذلك مشاهدة لم يعلموه بخلق الله علمه فى قلوبهم ولا باخبار صادق ولا بطريق استدلال ونظر أو معناه أنهم يقولون ذلك عن طمأنينة نفس لافراط جهلهم كأنهم شاهدوا خلقهم ألا انهم من افكهم ليقولون ولد الله وانهم لكاذبون فى قولهم اصطفى البنات على البنين بفتح الهمزة للاستفهام مالكم كيف تحكمون هذا الحكم الفاسد أفلا تذكرون بالتخفيف حمزة وعلى وحفص أم لكم سلطان مبين حجة نزلت عليكم من السماء بأن الملائكة بنات الله فاتوا بكتابكم الذى أنزل عليكم إن كنتم صادقين فى دعواكم وجعلوا بينه بين الله وبين الجنة الملائكة لاستتارهم نسبا وهو زعمهم أنهم بناته أو قالوا إن إن الله تزوج من الجن فولدت له الملائكة ولقد علمت الجنة أنهم لمحضرون ولقد علمت الملائكة أن الذين قالوا هذا القول لمحضرون فى النار سبحان الله عما يصفون نزه نفسه عن الولد والصاحبة الا عباد الله المخلصين استثناء منقطع من المحضرين معناه ولكن المخلصين ناجون من النار وسبحان الله اعتراض بين الاستثناء وبين ما وقع منه ويجوز أن يقع الاستثناء من واو يصفون أى يصفه هؤلاء بذلك ولكن المخلصون برآء من أن يصفوه به فإنكم يا أهل مكة وما تعبدون ومعبوديكم ما أنتم وهم جميعا عليه على الله بفاتنين بمضلين إلا من هو صال الجحيم بكسر اللام أى لستم تضلون أحدا إلا أصحاب النار الذين سبق فى علمه أنهم بسوء أعمالهم يستوجبون أن يصلوها


الصفحة التالية
Icon