من قرأ مائة آية في ليلة لم يكتب من الغافلين ومن قرأ مائتي آية كتب من القانتين وقيل أراد بالقرآن الصلاة لأنه بعض أركانها أي فصلوا ما تيسر عليكم ولم يتعذر من صلاة الليل وهذا ناسخ للاول ثم نسخ هذا بالصلوات الخمس ثم بين الحكمة في النسخ وهي تعذر القيام على المرضى والمسافرين والمجاهدين فقال علم أن سيكون منكم أي أنه مخففة من الثقيلة والسين بدل من تخفيفها وحذف اسمها مرضى فيشق عليهم قيام الليل وآخرون يضربون في الأرض يسافرون يبتغون حال من ضمير يضربون من فضل الله رزقه بالتجارة أو طلب العلم وآخرون يقاتلون في سبيل الله سوى بين المجاهد والمكتسب لأن كسب الحلال جهاد قال ابن مسعود رضي الله عنه ايما رجل جلب شيئا إلى المدينة من مدائن المسلمين صابرا محتسبا فباعه بسعر يومه كان عند الله من الشهداء وقال ابن عمر رضي الله عنهما ماخلق الله موته أموتها بعد القتل في سبيل الله أحب إلي من أن أموت بين شعبتي رجل أضرب في الأرض ابتغى من فضل الله فاقرءوا ما تيسر منه كرر الأمر بالتيسير لشدة احتياطهم وأقيموا الصلوة المفروضة وآتوا الزكاة الواجبة واقرضوا الله بالنوافل والقرض لغة القطع فالمقرض بقطع ذلك القدر من ماله فيدفعه إلى غيره وكذا المتصدق يقطع ذلك القدر من ماله فيجعله الله تعالى وإنما أضافة إلى نفسه لئلا يمن على الفقير فيما يتصدق به عليه وهذا لأن الفقير معاون له في تلك القربة فلا يكون له عليه منه بل المة للفقير عليه قرضا حسنا من الحلال بالاخلاص وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه أي ثوابه وهو جواب الشرط عند الله هو خيرا مما خلفتم وتركتم فالمفعول الثاني لتجدوه خيرا وهو فصل وجاز وإن لم يقع بين معرفتين لأن أفعل ما أشبه المعرفة لامتناعه من حرف التعريف وأعظم أجرا وأجزل ثوابا واستغفروا من السيآت والتقصير في الحسنات إن الله غفور يستر على أهل الذنب والتقصير رحيم يخفف عن أهل الجهد والتوفير وهو على ما يشاء قدير والله اعلم
سورة المدثر صلى الله عليه و سلم مكية وهي ست وخمسون آية

بسم الله الرحمن الرحيم

روى جابر ان النبي صلى الله عليه و سلم قال كنت على جبل حراء فنؤديت يا محمد إنك رسول الله


الصفحة التالية
Icon