أو جمعا في ذهاب الضوء أو يجمعان فيقذفان في البحر فيكون نار الله الكبرى يقول الانسان الكافر يومئذ أين المفر هو مصدر أي الفرار من النار أوالمؤمن أيضا من الهول وقرأ الحسن بكسر الفاء وهو يحتمل المكان والمصدر كلا ردع عن طلب المفر لا وزر لا ملجأ إلى ربك خاصة يومئذ المستقر مستقر العباد او موضع قرارهم من جنة أو نار مفوض ذلك لمشيئته من شاء أدخله الجنة ومن شاء أدخله النار ينبؤا الإنسان يومئذ يخبر بما قدم من عمل عمله وأخر ما لم يعمله بل الانسان على نفسه بصيرة شاهد والهاء للمبالغة كعلامة أو أنثه لأنه أراد به جوارحه إذ جوارحه تشهد عليه او هو حجة على نفسه والبصيرة الحجة قال الله تعالى قد جاءكم بصائر من ربكم وتقول لغيرك أنت حجة على نفسك وبصيرة رفع بالابتداء وخبره على نفسه تقدم عليه والجملة خبر الانسان كقولك زيد على رأسه عمامة البصيرة على هذا يجوز أن يكون الملك الموكل عليه ولو ألقى معاذيره أرخى ستوره والمعذار الستر وقيل ولو جاء بكل معذرة ما قبلت منه فعليه من يكذب عذره والمعاذير ليس بجمع معذرة لأن جمعها معاذر بل هي اسم جمع لها ونحوه المناكير في المنكر لا تحرك به بالقرآن لسانك لتعجل به بالقرآن وكان صلى الله عليه و سلم يأخذ في القراءة قبل فراغ جبريل كراهة أن يتفلت منه فقيل له لا تحرك لسانك بقراءة الوحي ما دام جبريل يقرأ لتعجل به لتأخذه على عجلة ولئلا يتفلت فقيل له لا تحرك لسانك بقراءة الوحي ما دام جبريل يقرأ لتعجل به لتأخذه على عجلة ولئلا يتفلت منك ثم علل النهي عن العجلة بقوله إن علينا جمعه في صدرك وقرآنه واثبات قراءته في لسانك والقرآن القراءة ونحوه ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى اليك وحيه فاذا قرأناه أي قرأه عليك جبريل فجعل قراءة جبريل قراءته فاتبع قرآنه أي قراءته عليك ثم إن علينا بيانه إذا اشكل عليك شيء من معانيه كلا ردع عن انكار البعث او ردع لرسول الله صلى الله عليه و سلم عن العجلة وإنكار لها عليه وأكده بقوله بل تحبون العاجلة كأنه قبل بل أنتم يا بني آدم لأنكم خلقتم من عجل وطبعتم عليه تعجلون في كل شيء ومن ثم تحبون العاجلة الدنيا وشهواتها وتذرون الآخرة الدار الآخرة ونعيمها فلا تعملون لها والقراءة فيهما بالتاء مدني وكوفي وجوه هي وجوه المؤمنين يومئذ ناضرة حسنة ناعمة إلى ربها ناظرة بلا كيفية ولا وجهة ولا ثبوت مسافة وحمل النظر على الانتظار لامر ربها أو لثوا به لا يصح لأنه يقال نظرت فيه أي تفكرت ونظرته انتظرته ولا يعدى بالي إلا بمعنى الرؤية مع انه لا يليق الانتظار في دار كالحة شديدة العبوسة وهي وجوه الكفار


الصفحة التالية
Icon