جمعناكم يا مكذبي محمد والأولين والمكذبين بين قبلكم فإن كان لكم كيد حيلة في دفع العذاب فكيدون فاحتالوا علي بتخليص انفسكم من العذاب والكيد متعد تقول كدت فلانا إذا احتلت عليه ويل يومئذ للمكذبين بالبعث إن المتقين من عذاب الله في ظلال جمع ظل وعيون جارية في الجنة وفواكه مما يشتهون أي لذيذة مشتهاة كلوا واشربوا في موضع الحال من ضمير المتقين في الظرف الذي هو في ظلال أي هم مستقرون في ظلال مقولا لهم ذلك هنيئا بما كنتم تعملون في الدنيا إنا كذلك نجزي المحسنين فأحسنوا تجزوا بهذا ويل يومئذ للمكذبين بالجنة كلوا وتمتعوا كلام مستأنف خطاب للمكذبين في الدنيا على وجه التهديد كقوله اعملوا ما شئتم قليلا لأن متاع الدنيا قليل انكم مجرمون كافرون أي ان كل مجرم يأكل ويتمتع أياما قلائل ثم يبقى في الهلاك الدائم ويل يومئذ للمكذبين بالنعم وإذا قيل لهم اركعوا اخشعوا لله وتواضعوا إليه بقبول وحيه واتباع دينه ودعوا هذا الاستكبار لا يركعون لا يخشعون ولا يقبلون ذلك ويصرون على استكبارهم وإذا قيل لهم صلوا لا يصلون ويل يومئذ للمكذبين بالأمر والنهي فبأبي حديث بعده بعد القرآن يؤمنون أي إن لم يؤمنوا بالقرآن مع أنه آية مبصرة ومعجزة باهرة من بين الكتب السماوية فبأي كتاب بعده يؤمنون والله أعلم
سورة النبأ مكية وهي أربعون آية

بسم الله الرحمن الرحيم

عم أصله عن ما وقرىء بها ثم أدغمت النون في الميم فصار عما وقرىء بها ثم حذفت الألف تخفيفا لكثرة الاستعمال في الاستفهام وعليه الاستعمال الكثير وهذا استفهام تفخيم للمستفهم عنه لأنه تعالى لا تخفى عليه خافية يتساءلون يسأل بعضهم بعضا أو يسألون غيرهم من المؤمنين والضمير لاهل


الصفحة التالية
Icon