فلن نزيدكم إلا عذابا إن للمتقين مفازا حدائق وأعنبا
والغضب فلن نزيدكم إلى عذابا في الحديث هذه الآية اشد ما في القرآن على أهل النار إن للمتقين مفازا مفعل من الفوز يصلح مصدرا أي نجاة من كل مكروه وظفرا بكل محبوب ويصلح للمكان وهو الجنة ثم أبدل مه بدل البعض من الكل فقال حدائق بساتين فيها أنواع الشجر المثمر جمع حديقة وأعنابا كروما عطف على حدائق وكواعب نواهد أترابا لدات مستويات في السن وكاسا دهاقا مملوأة لا يسمعون فيها في الجن حال من ضمير خبر أن لغوا باطلا ولا كذابا الكسائي خفيف بمعنى مكاذبة أي لا يكذب بعضهم بعضا أو لا يكاذبه جزاء مصدر أي جزاهم جزاء من ربك عطاء مصدر أبو بدل مم جزاء حسابا صفة يعني كافيا أو على حسب أعمالهم رب السموات والأرض وما بينهما الرحمن بجرهما ابن عامر وعاصم بدلا من ربك ومن رفعهما فرب خبر مبتدأ محذوف أو مبتدأ خبره الرحمن أو الرحمن صفته ولا يملكون خبرا وهما خبران والضمير في لا يملكون لأهل السموات والارض وفي منه خطابا لله تعالى أي لا يملكون الشفاعة من عذابه تعالى إلا بإذنه أو لا يقدر أحد أن يخاطبه تعالى خوفا يوم يقوم إن جعلته ظرفا للايملكون لا تقف على خطابا وإن جعلته ظرفا للايتكلمون تقف الروح جبريل عند الجمهور وقيل هو ملك عظيم ما خلق الله تعالى بعد العرش خلقا أعظم منه والملائكة صفا حال أي مصطفين لا يتكلمون أي الخلائق ثم خوفا إلا من اذن له الرحمن في الكلام أو الشفاعة وقال صوابا حقا بأن قال المشفوع له لا إله إلا الله في الدنيا أو لا يؤذن إلا لمن يتكلم بالصواب في أمر الشفاعة ذلك اليوم الحق الثابت وقوعه فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا مرجعا بالعمل الصالح إنا أنذرناكم أيهما الكفار عذابا قريبا في الآخرة لأن ما هو آت قريب يوم ينظر المرء الكافر قوله إنا أنذرنا كم عذابا قريبا ما قدمت يداه من الشر لقوله وذوقوا عذاب الحريق ذلك بما قدمت أيديكم وتخصيص الأيدي لأن أكثر الأعمال تقع بها وإن احتمل أن لا يكون للأيدي مدخل فيما ارتكب من الآثام ويقول الكافر وضع الظاهر موضع المضمر لزيادة الذم أو المرء عالم وخص منه الكافر وما قدمت يداه ما عمل من خير وشرا وهو المرمن لذكر الكافر بعده وما قدم من خير


الصفحة التالية
Icon