ثم
له سبيل الخروج من بطن أمه أو بين له سبيل الخير والشر ثم اماته فأقبره جعله ذا قبر يواري فيه لا كالبهائم كرامة له قبر الميت دفنه وأقبر الميت أمره بأن يقبره ومكنه منه ثم إذا شاء أنشره أحياه بعد موته كلا ردع للانسان عن الكفر لما يقض ما أمره لم يفعل هذا الكافر ما أمره الله به من الايمان ولما عدد النعم فى نفسه من ابتداء حدوثه إلى أن اتهامه اتبعه ذكر النعم فيما يحتاج إليه فقال فلينظر الانسان إلى طعامه الذى يأكله ويحيا به كيف دبرنا أمره أنا بالفتح كوفى على أنه بدل اشتمال من الطعام وبالكسر علىالاستئناف غيرهم صببنا الماء صبا يعنى المطر من السحاب ثم شققنا الأرض شقا بالنبات فأنبتنا فيها حبا كالبر والشعير وغيرهما مما يتغذى به وعنبا ثمرة الكرم أى الطعام والفاكهة وقضبا رطبة سمى بمصدر قضبه اى قطعه لأنه يقصب مرة بعد مرة وزيتونا ونخلا وحدائق وبساتين غلبا غلاظ الاشجار جمع غلباء وفاكهة لكم وأبا مرعى لدوابكم متاعا مصدر أى منفعة لكم ولأنعامكم فاذا جاءت الصاخة صيحة القيامة لأنها تصح الآذان أى تصمها وجوابه محذوف لظهوره يوم يفر المرء من اخيه وأمه وأبيه لتبعات بينه وبينهم أو لاشتغاله بنفسه وصاحبته وزوجته وبنيه بدأ بالأخ ثم بالأبوين لأنهما أقرب منه ثم بالصاحبةو والبنين لأنهم أحب قيل أول من يفر منأخيه هابيل ومن أبويه إبراهيم ومن صاحبته نوح ولوط ومن ابنه نوح لكل امرىء منهم يومئذ شأن فى نفسه يغنيه يكفيه فى الاهتمام به ويشغله عن غيره وجوه يومئذ مسفرة مضيئة من قيام الليل أو من آثار الوضوء ضاحكة مستبشرة أى أصحاب هذه الوجوه وهم المؤمنون ضاحكون مسرورون ووجوه يومئذ عليها غبرة غبار أولئك أهل هذه الحالة هم الكفرة فى حقوق الله الفجرة فى حقوق العباد ولما جمعوا الفجور إلى الكفر جمع إلى سواد وجوههم الغبرة والله أعلم