إذ ظرف لقتل أى لعنوا حين احرقوا بالنار قاعدين حولها هم عليها أى الكفار على ما يدنو منها من حافات الأخدود قعود جلوس على الكراسى وهم الكفار على ما يفعلون بالمؤمنين من الاحراق شهود يشهد بعضهم لبعض عند الملك ان أحدا منهم لم يفرط فيما أمر به وفوض اليه من التعذيب وفيه حث المؤمنين على الصبر وتحمل أذى أهل مكة وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا وما عابوا منهم وما أنكروا الا الايمان كقوله ولا عيب فيهم غير ان سيوفهم وقوله... ما نقموا من بنى امية... انهم يحلمون ان غضبوا...
وقرئ نقموا بالكسر والفصيح هو الفتح بالله العزيز الحميد ذكر الاوصاف التى يستحق بها أن يؤمن به وهو كونه عزيزا غالبا قادرا يخشى عقابه حميدا منعما يجب له الحمد على نعمته ويرجى ثوابه الذى له ملك السموات والأرض فكل من فيهما تحق عليه عبادته والخشوع له تقريرا لأن ما نقموا منهم هو الحق الذى لا ينقمه الامبطل وان الناقمين أهل لانتقام الله منهم بعذاب عظيم والله على كل شئ شهيد وعيدلهم يعنى انه علم ما فعلوا وهو مجازيهم عليه أن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات يجوز أن يريد بالذين فتنوا أصحاب الاخدود خاصة وبالذين آمنوا المطروحين فى الأخدود ومعنى فتنوهم عذبوهم بالنار وأحرقوهم ثم لم يتوبوا لم يرجعوا عن كفرهم فلهم فى الآخرة عذاب جهنم بكفرهم ولهم عذاب الحريق فى الدنيا لما روى أن النار انقلبت عليهم فأحرقتهم ويجوز أن يريد الذين فتنوا المؤمنين أى بلوهم بالأذى على العموم والمؤمنين المفتونين وان للفاتنين عذابين فى الآخرة لكفرهم ولفتنتهم أن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجرى من تحتها الأنهار ذلك الفوز الكبير أى الذين صبروا على تعذيب الاخدود أو هو عام ان بطش ربك لشديد البطش الأخذ بالعنف فاذا وصف بالشدة فقد تضاعف وتفاقم والمراد أخذه الظلمة والجبابرة بالعذاب والانتقام أنه هو يبدئ ويعيد أى يخلفهم ابتداء ثم يعيدهم بعد أن صيرهم ترابا دل باقتداره على الابداء والاعادة على شدة بطشه أو أوعد الكفرة بانه يعيدهم كما أبدأهم ليبطش بهم اذ لم يشكروا نعمة الابداء وكذبوا بالاعادة وهو الغفور الساتر للعيوب العافى عن الذنوب الودود المحب لأوليائه وقيل الفاعل بأهل


الصفحة التالية
Icon