وهبوطها فى حدور منها وقيل عملت فى الدنيا أعمال السوء والتذت بها وتنعمت فهى فى نصب منها فى الآخرة وقيل هم أصحاب الصوامع ومعناه أنها خشعت لله وعملت ونصبت فى أعمالها من الصوم الدائب والتهجد الواصب يصلى نارا حامية تدخل نارا قد أحميت مددا طويلة فلا حر يعدل حرها تصلى أبو عمرو وأبو بكر تسقى من عين آنية من عين ماء قد انتهى حرها والتأنيث فى هذه الصفات والافعال راجعة إلى الوجوه والمراد أصحابها بدليل قوله ليس لهم طعام إلا من ضريع وهو نبت يقال له الشبرق فإذا يبس فهو ضريع وهو سم قاتل والعذاب ألوان والمعذبون طبقات فمنهم أكله الزقوم ومنهم أكلة الغلسين ومنهم أكلة الضريع فلا تناقض بين هذه الآية وبين قوله ولا طعام إلا من غسلين لا يسمن مجرور المحل لأنه وصف ضريع ولا يغنى من جوع أى منفعتا الغذاء منتفيتان عنه وهما إماطة الجوع وافادة السمن فى البدن وجوه يومئذ ثم وصف وجوه المؤمنين ولم يقل ووجوه لأن الكلام الأول قد طال وانقطع ناعمة متنعمة فى لين العيش لسعيها راضية رضيت بعملها وطاعتها لما رأت ما أداهم اليه من الكرامة والثواب فى جنة عالية من علو المكان أو المقدار لا تسمع يا مخاطب أو الوجوه فيها لاغية أى لغوا أو كملة ذات لغو أو نفسا تلغو لا يتكلم أهل الجنة الا بالحكمة وحمد الله على ما رزقهم من النعيم الدائم لا يسمع فيها لاغية مكى وأبو عمرو ولا تسمع فيها لاغية نافع فيها عين جارية أى عيون كثيرة كقوله علمت نفس فيها سرر جمع سرير مرفوعة من رفعة المقدار أو السمك ليرى المؤمن بجلوسه عليه جميع ما خوله ربه من الملك والنعيم وأكواب جمع كوب وهو القدح وقيل آنية لا عروة لها موضوعة بين أيديهم ليتلذذوا بها بالنظر اليها أو موضوعة على حافات العيون معدة للشرب ونمارق وسائد مصفوفة بعضها إلى جنب بعض مساند ومطارح أينما أراد أن يجلس جلس على موسدة واستند الى الأخرى وزرابى وبسط عراض فاخرة جمع زربية مبثوثة مبسوطة أو مفرقة فى المجالس ولما أنزل الله تعالى هذه الآيات فى صفة الجنة وفسر النيى علية السلام بأن ارتفاع السرير يكون مائة فرسخ والاكواب الموضوعة لا تدخل فى حساب الخلق لكثرتها وطول النمارق كذا وعرض الزرابى كذا أنكر الكفار وقالوا كيف يصعد على هذا السرير وكيف تكثر الاكواب هذه الكثرة وتطول النمارق هذا الطول وتنبسط الزرابى هذا الانبساط ولم نشاهد ذلك فى الدنيا فقال الله تعالى أفلا ينظرون إلى الابل كيف خلقت طويلة ثم تبرك حتى


الصفحة التالية
Icon