لا يصلاها لا يدخلها للخلود فيها إلا الاشقى الذى كذب وتولى إلا الكافر الذى كذب الرسل وأعرض عن الإيمان وسيجنبها وسيبعد منها الاتقى المؤمن الذى يؤتى ماله للفقراء يتزكى من الزكاة أى يطلب أ ن يكون عند الله زاكيا لا يريد به رياء ولا سمعة أو يتفعل من الزكاة ويتزكى إن جعلته بدلا من يؤتى فلا محل له لأنه داخل فى حكم الصلة والصلات لا محل لها وإن جعلته حالا من الضمير فى يؤتى فمحله النصب قال أبو عبيدة الاشقى بمعنى الشقى وهو الكافر والاتقى بمعنى التقى وهو المؤمن لأنه لا يختص بالمصلى أشقى الأشقياء ولا بالنجاة أتقى الاتقياء وان زعمت أنه نكر النار فأراد نارا مخصوصة بالاشقى فما تصنع بقوله وسيجنبها الاتقى لأن الاتقى يجنب تلك النار المخصوصة لا الاتقى منهم خاصة وقيل الآية واردة فى الموازنة بين حالتى عظيم من المشركين وعظيم من المؤمنين فأريد أن يبالغ فى صفتيهما فقيل الأشقى وجعل مختصا بالمصلى كأن النار لم تخلق إلا له وقيل الاتقى وجعل مختصا بالنجاة كأن الحنة لم تخلق إلا له وقيل هما أبو جهل وأبو بكر وفيه بطلان زعم المرجئة لأنهم يقولون لا يدخل النار إلا كافر وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه أى وما لأحد عند الله نعمة يجازية بها إلا أن يفعل فعلا يبتغى به وجه فيجازيه عليه الأعلى هو الرفيع بسلطانه المنيع فى شأنه وبرهانه ولم يرد به العلو من حيث المكان فذا آية الحدثان ولسوف يرضى موعد بالثواب الذى يرضيه ويقر عينه وهو كقوله تعالى لنبية عليه السلام ولسوف يعطيك ربك فترضى
سورة الضحى مكية وهى إحدى عشر آية
بسم الله الرحمن الرحيم
والضحى المراد به وقت الضحى وهو صدر النهار حين ترتفع الشمس وإنما خص وقت الضحى بالقسم لأنها الساعة التى كلم فيها موسى عليه السلام وألقى فيها السحرة سجدا أو النهار كله لمقابلته بالليل فى قوله والليل إذا سجى سكن والمراد سكون الناس والأصوات فيه وجواب القسم ما ودعك ربك وما قلى ما تركك منذ اختارك وما أبغضك منذ أحبك والتوديع مبالغة فى الودع لأن من ودعك مفارقا فقد بالغ فى تركك روى أن الوحى تأخر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أياما فقال المشركون أن محمدا ودعه ربه وقلاه فنزلت وحذف الضمير من قلى كحذفه من الذاكرات