ولا كتب الله المنزلة إلا بالكتابة ولولا هى لما استقامت أمور الدين والدنيا ولو لم يكن على دقيق حكمة الله دليل الا امر القلم والخط لكفى به كلا ردع لمن كفر بنعمة الله عليه بطغيانه وان لم يذكر لدلالة الكلام عليه إن الإنسان ليطغى نزلت فى أبى جهل إلى آخر السورة أن رآه أن رأى نفسه يقال فى أفعال القلوب رأيتنى وعلمتنى ومعنى الرؤية العلم ولو كانت بمعنى الابصار لامتنع فى فعلها الجمع بين الضميرين استغنى هو المفعول الثانى ان إلى ربك الرجعى تهديد للانسان من عاقبة الطغيان على طريق الالتفات والرجعى مصدر بمعنى الرجوع أى أن رجوعك إلى ربك فيجازيك على طغيانك أرأيت الذى ينهى عبد إذا صلى أى أرأيت أبا جهل ينهى محمدا عن الصلاة أرأيت إن كان على الهدى أى ان كان ذلك الناهى على طريقة سديدة فيما ينهى عنه من عبادة الله أوأمر بالتقوى أو كان آمرا بالمعروف والتقوى فيما يأمر به من عبادة الأوثان كما يعتقد أرأيت ان كذب وتولى أرأيت ان كان ذلك الناهى مكذبا بالحق متوليا عنه كما تقول نحن ألم يعلم بأن الله يرى ويطلع على أحواله من هداه وضلاله فيجازيه على حسب حاله وهذا وعيد وقوله الذى ينهى مع الجملة الشرطية مفعولا أرأيت وجواب الشرط محذوف تقديره إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى ألم يعلم بأن الله يرى وإنما حذف لدلالة ذكره فى جواب الشرط الثانى وهذا كقولك ان أكرمتك أتكرمنى وأرأيت الثانية مكررة زائدة للتوكيد كلا ردع لأبى جهل عن نهيه عن عبادة الله وأمره بعبادة الأصنام ثم قال لئن لم ينته عما هو فيه لنسفعا بالناصية لنأخذن بناصيته ولنسجنه بها إلى النار والسفع القبض على الشئ وجذبه بشدة وكتبها فى المصحف بالألف على حكم الوقف واكتفى بلام العهد عن الإضافة بأنها ناصية المذكور ناصية بدل من الناصية لأنها وصفت بالكذب والخطأ بقوله كاذبة خاطئة على الاسناد المجازى وهما لصاحبها حقيقة وفيه من الحسن والجزالة ما ليس فى قولك ناصية كاذب خاطئ فليدع ناديه سندع الزبانية النادى المجلس الذى يجتمع فيه القوم والمراد أهل النادى روى أن أبا جهل مر بالنبى عليه السلام وهو يصلى فقال ألم أنهك فأغلظ له رسول الله عليه السلام فقال أنهددنى وأنا أكثر أهل الوادى ناديا فنزل والزبانية لغة الشرط الواحد زبنية من الزبن وهو الدفع والمراد ملائكة العذاب وعنه عليه السلام ولو دعا ناديه لآخذته الزبانية عيانا كلا ردع لأبى جهل لاتطعه أى اثبت على ما أنت عليه من عصيانه كقوله فلا تطع المكذبين واسجد ودم على