ص ٢٢ - ١٨
رجاح إلى مرضاة الله تعالى وهو تعليل لذى الايد روى أنه كان يصوم يوما ويفطر يوما وهو أشد الصوم ويقوم نصف الليل انا سخرنا ذللنا الجبال معه قيل كان تسخيرها أنها تسير معه إذا أراد سيرها إلى حيث يريد يسبحن فى معنى مسبحات على الحال واختار يسبحن على مسبحات ليدل على حدوث التسبيح من الجبال شيئا بعد شىء وحالا بعد حال بالعشى والاشراق أى فى طرفى النهار والعشى وقت العصر إلى الليل والاشراق وقت الاشراق وهو حين تشرق الشمس أى تضىء وهو وقت الضحى وأما شروقها فطلوعها تقول شرقت الشمس ولما تشرق وعن ابن عباس رضى الله عنهما ما عرفت صلاة الضحى إلا بهذه الآية والطير محشورة وسخرنا الطير مجموعة من كل ناحية وعن ابن عباس رضى الله عنهما كان إذا سبح جاوبته الجبال بالتسبيح واجتمعت إليه الطير فسبحت فذلك حشرها كل له أواب كل واحد من الجبال والطير لأجل داود أى لأجل تسبيحه مسبح لأنها كانت تسبح لتسبيحه ووضع الأواب موضع المسبح لأن الاواب وهو التواب الكثير الرجوع إلى الله وطلب مرضاته من عادته أن يكثر ذكر الله ويديم تسبيحه وتقديسه وقيل الضمير لله أى كل من داود والجبال والطير لله أواب أى مسبح مرجع للتسبيح وشددنا ملكه قويناه قيل كان يبيت حول محرابه ثلاثة وثلاثون ألف رجل يحرسونه وآتيناه الحكمة الزبور وعلم الشرائع وقيل كل كلام وافق الحق فهو حكمة وفصل الخطاب علم القضاء وقطع الخصام والفصل بين الحق والباطل والفصل هوالتمييز بين الشيئين وقيل للكلام البين فصل بمعنى المفصول كضرب الأمير وفصل الخطاب البين من الكلام الملخص الذى يتبينه من يخاطب به لا يلتبس عليه وجاز أن يكون الفصل بمعنى الفاصل كالصوم والزور والمراد بفصل الخطاب الفاصل من الخطاب الذي يفصل بين الصحيح والفاسد والحق والباطل وهو كلامه فىالقضايا والحكومات وتدابير الملك والمشورات وعن على رضى الله عنه هو الحكم بالبينة على المدعى واليمين على المدعي عليه وهو من الفصل بين الحق والباطل وعن الشعبى هو قوله أما بعد وهو أول من قال أما بعد فان من تكلم فى الأمر الذى له شأن يفتتح بذكر الله وتحميده فإذا أراد أن يخرج إلى الغرض المسوق له فصل بينه وبين ذكر الله بقوله أما بعد وهل أتاك نبؤا الخصم ظاهرة الاستفهام ومعناه الدلالة على أنه من الأنباء العجيبة والخصم الخصماء وهو يقع على الواحد والجمع لأنه مصدر فى الأصل تقول خصمه خصما وانتصاب اذ بمحذوف تقديره وهل أتاك نبأ تحاكم الخصم أو بالخصم لما فيه من معنى الفعل تسوروا المحراب تصعدوا سورة ونزلوا إليه والسور الحائط المرتفع والمحراب الغرفة أو المسجد أو صدر المسجد اذ بدل من الأولى دخلوا على داود ففزع منهم روى أن الله