الزمر ٦٣ - ٦٠
به فانما جاء التضييع من قبلك فلا عذر لك وبلى جواب لنفي تقديري لان المعنى لو أن الله هداني ما هديت وانما لم يقرن الجواب به لانه لا بد من حكاية اقوال النفس على ترتيبها ثم الجواب من بينها عما اقتضى الجواب ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وصفوه بما لا يجوز عليه من اضافة الشريك والولد اليه ونفي الصفات عنه وجوههم مبتدأ مسودة خبر والجملة في محل النصب على الحال ان كان ترى من رؤية البصر وان كان من رؤية القلب فمفعول ثان اليس في جهنم مثوى منزل للمتكبرين هو اشارة الى قوله واستكبرت وينجي الله وينجى روح الذين اتقوا من الشرك بمفازتهم بفلاحهم يقال فاز بكذا اذا أفلح به وظفر بمراده منه وتفسير المفازة لا يمسهم السوء النار ولاهم يحزنون كأنه قيل وما مفازتهم فقيل لا يمسهم السوء أي ينجيهم بنفي السوء والحزن عنهم أي لا يمس ابدانهم اذى ولا قلوبهم خزي او بسبب منجاتهم من قوله تعالى فلا نحسبنهم بمفازة من العذاب أي بمنجاة منه لان النجاة من اعظم الفلاح وسبب منجاتهم العمل الصالح ولهذا فسر ابن عباس رضى الله عنهما المفازة بالاعمال الحسنة ويجوز بسبب فلاحهم لان العمل الصالح سبب الفلاح وهو دخول الجنة ويجوز ان يسمى العمل الصالح في نفسه مفازة لانه سببها ولا محل للايمسهم على التفسير الاول لانه كلام مستانف ومحله النصب على الحال على الثاني بمفازاتهم كوفي غير حفص لله خالق كل شىء رد على المعتزلة والتنوبة وهو على كل شيء وكيل حافظ له مقاليد السموات والأرض أى هو مالك امرها وحافظها وهو من باب الكناية لان حافظ الخزائن ومدير امرها هو الذي يملك مقاليدها ومنه قولهم فلان القيت إليه الملك وهى المفاتيح وأحدها مقليد وقيل ولا واحدلها من لفظها والكلمة اصلها فارسية والذين كفروا بايات الله اولئك هم الخاسرون هو متصل بقوله وينجى الله الذين اتقوا أي ينجى الله المتقين بمفازاتهم والذين كفروا هم الخاسرون واعترض بينهما بأنه خالق كل شىء فهو مهيمن عليه فلا يخفى عليه شىء من اعمال المكلفين فيها وما يجزون عليها او بما يليه على ان كل شىء في السموات والارض فالله خالقه وفاتح بابه والذين كفروا وجحدوا ان يكون الامر كذلك اولئك هم الخاسرون وقيل سال عثمان رسول الله صلى الله عليه و سلم عن تفسير قوله له مقاليد السموات والارض فقال يا عثمان ما سالني عنها احد قبلك تفسيرها لا اله الا الله والله اكبر وسبحان الله وبحمده واستغفر الله ولا حول ولا قوة الا بالله هو الاول والاخر والظاهر والباطن بيده الخير يحيي ويميت


الصفحة التالية
Icon